فـى ليلة النصف من شعبان..
علماء يحذرون من الغلو والبدع والأدعية المخالفة للسنة
من البدع التى أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، والذى عليه جمهور العلماء ان الاحتفال بها بدعة منكرة، وأن الأحاديث الواردة فى فضل العبادة فيها كلها ضعيفة وبعضها موضوع.
يقول الدكتور محمد عبد رب النبى، الأستاذ بكلية أصول الدين- جامعة الأزهر (أسيوط): الواجب عدم ابتداع عبادات مخصوصة بهذه المناسبات لا أصل لها فى الشرع مادام لم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه خصها بصيام أو قيام أو بعبادة ما أو أمر بها، لأن العبادات توقيفية لا يجوز الابتداع فيها دون أصل شرعي.
وقد أجمع العلماء على أن الواجب رد ما اختلف فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها.
ومن الفضل المزعوم لهذه الليلة ما يقوله البعض من حديث: يا على من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد عشر مرات، إلا قضى الله له كل حاجة. إلخ. وهو موضوع أى مكذوب على النبى صلى الله عليه وسلم ورجاله مجهولون، وحديث “إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها” ضعيف كذلك، وقال الإمام النووي: صلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، بدعة منكرة وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام، إلا أن يكون فى صوم يصومه أحدكم” رغم أن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس، فالأمر كذلك مع النصف من شعبان.
يرى الدكتور محمد الدسوقى-أستاذ الفقه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أن صيام يوم النصف من شعبان عادى كغيره من أيام العام، وأن المسلم إذا ظن أنه يصوم هذا اليوم على اعتبار أنه يوم تغيير القبلة فهذا خطأ كبير، واعتبر أن الحرص على صيام هذا اليوم نوع من البدعة، وأن دعاء هذه الليلة لا أساس له من الصحة، وأن هذه الليلة ليست لها ميزة ولا مكانة خاصة أو دعاء خاص. وأن المسلم يجب عليه ألا يميز هذه الليلة بشيء وأن تحويل القبلة فيها لا يميزها عن غيرها من الليالي. كما أن الأحاديث التى تتحدث عن فضل هذه الليلة ضعيفة ومنها حديث على رضى الله عنه: «فإن أصبح فى ذلك اليوم صائما كان صيام ستين سنة ماضية وستين سنة مستقبلة».
وحذر الدكتور شعبان إسماعيل-أستاذ أصول الفقه والقراءات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- من بعض الأعمال التى درج عليها بعض الناس فى ليلة النصف من شعبان من صلاة عدد معين من الركعات بنية طول العمر وسعة الرزق وقراءة دعاء معين، ووصفها بأنها غير واردة فى الشرع؛ لأن النبى-صلى الله عليه وسلم- قال فى الحديث الشريف: «صلاة الليل مثنى مثنى إلا واحدة يوتر بها». فيصح للمسلم أن يصلى من النوافل ما يشاء سواء كان فى ليلة النصف من شعبان أو فى غيرها.
وأوضح إسماعيل أن هناك بعض الأدعية المعهودة التى يدعو بها البعض فى هذه الليلة، ولكنها تخالف نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشرع الحنيف مثل: «اللهم إن كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقترًا عليَّه فى الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتى وحرمانى وطردى وإقتار رزقي، واثبتنى عندك فى أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات».
وأوضح أن هذا الدعاء يشتمل على مخالفات عديدة منها أن «أم الكتاب» ما كتبه الله تعالى فى الأزل وهو لا يتغير ولا يتبدل، ولا بد من تحقق ما علم الله وقوعه، أما التغيير والمحو والإثبات فإنما هو فى اللوح المحفوظ، وفى الصحف التى تكتب فيها الملائكة. كما أن فى هذا الدعاء مخالفة أخرى، وذلك بوصف هذه الليلة بأنها هى التى يفرق فيها كل أمر حكيم وهذا الوصف إنما هو لليلة القدر. وعلى المسلم أن يقتدى برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد أحياها بالعبادة، وأن يدعو الله بما يشاء من خيرى الدنيا والآخرة، بشرط ألا يكون هذا الدعاء مخالفا لنصوص الشرع
علماء يحذرون من الغلو والبدع والأدعية المخالفة للسنة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة