كشف أسرار الملاحدة العرب و خطورتهم

العالم الإسلامي
طبوغرافي

“الفتح اليوم” تكشف أسرار الملاحدة العرب وتحذر من خطورتهم

حذر علماء الدين من انتشار ظاهرة الإلحاد، وتلك الظاهرة التى بدأت فى النمو فى الدول العربية بشكل مثير للدهشة خلال الفترة الماضية مؤكدين أن الصمت حيال تلك الظاهرة يجعلها تستفحل بصورة غير مسبوقة بما يهدد تدين المجتمعات العربية، ويهدد هويتها والقيم الدينية التى نشأت عليها.

ويعتبر الدكتور أشرف السويسى، أن ظاهرة الإلحاد بدأت فى الانتشار والتزايد مؤخرًا خاصة مع ظهور الفيس بوك فظهرت صفحات من عينة الملحدين الجدد، والإلحاد لمن يعرف هو إنكار وجود الله تعالى، فالملحد هو المنكر لوجود الله والأنبياء والرسالات السماوية والإلحاد هو إنكار وجود الله سبحانه وتعالى وأن الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهى كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت.

يضيف د. السويسى، والإلحاد ظاهرة غريبة الأصل عرفها دارسو الفلسفة القديمة عن طريق ديموقريطس الأبديرى الذى أرجع توالد العالم إلى الضرورة دون أن يخلقها إله، ثم أصبح الإلحاد مذهبًا فلسفيًا بلغ ذروته فى الماركسية بمادتها الجدلية والتاريخية التى هيمنت على أحزاب وحكومات أوربا بما مثل أكبر ظواهر الإلحاد فى التاريخ الإنسانى حتى سقطت أواخر القرن العشرين، ورغم ذلك فقد ظلت ظاهرة الإلحاد متزايدة فى المجتمعات الغربية بسبب سيادة الفلسفة الوضعية المادية وبسبب العلمانية التى نزعت القداسة عن المقدسات ويكفى أن نشير إلى أن الذين يؤمنون بوجود إله لهذا الكون فى الغرب دون عبادته لا يتجاوزون 15% من الأوربيين، وقد ارتفع عدد الملحدين فى بريطانيا إلى 25% من جملة السكان رغم أن ملكة بريطانيا هى رأس الكنيسة.

اشرف

أما فى الإسلام فلم يظهر سوى الشخصيات القلقة فى إيمانها ويعود هذا القلق إلى بعض المذاهب التى تقف عند ظاهرة النص الدينى، وتبتعد عن التأويل ففى التاريخ الإسلامى ظهر الجاحظ بمنهجية الشك قبل “ديكارت” بقرون طويلة وعبر الجاحظ بذلك عن استيعاب الأفق الإسلامى العقلانية بكل تجلياتها فانعدمت تقريبا الضرورة للجوء إلى الإلحاد، وأصبح العلم فى التاريخ الإسلامى الوسيط هو تقرب إلى الله فلم يعرف الإسلام الإلحاد بمفهومه الغربى وإنما شهد فقط قرون الزندقة عن طريق الشعوبية الفارسية ومثلها الراوندى فى العصر العباسى، ولم يظهر الإلحاد فى مصر فى العصر الحديث إلا فى عام 1937 على يد الدكتور إسماعيل أدهم الذى كشف فى كتاب بعنوان “لماذا أنا ملحد” عن إلحاده وكانت ثقافة الرجل ثمرة الفكر الماركسي، حيث درس وعاش فى الاتحاد السوفيتى، وظهرت ردود إسلامية راقية عليه وقتها، ولم يكفروه ولم يهدروا دمه وانتهت القضية برمتها بانتحار أدهم عند شاطئ الإسكندرية عام 1940.

وعن طريق معالجة تلك الظاهرة يقول السويسي: لا بد أن يكون الحوار مع الملحدين جدالًا بالحسنى؛ لأن الإيمان والإلحاد ما هو إلا موقف إيمانى حتى ولو كان إنكارًا لله فهو إيمان بأن الله غير موجود، وعلينا التوضيح دون الاستماتة فى إرجاعهم لحظيرة الإيمان.. فإنما علينا البيان وليس الهدى.

ناقوس الخطر،،

ويقول الدكتور سيد صبحى أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: بداية فإننا لابد أن ندق ناقوس الخطر لأن الملحدين فى العالم العربى لم يكتفوا بكونهم هجروا الأديان السماوية، بل أصبحوا يجهرون بإلحادهم ليس هذا فحسب بل إن هناك مقهى شهيرًا فى وسط القاهرة بدأ يجذب أصحاب فكرة الإلحاد حيث يجتمعون فيه بانتظام لتبادل الأفكار ورغم معرفة أصحاب المقهى بحقيقة فكر هؤلاء، فإنهم يتجاهلون الأمر معتبرين أنهم طالما لا يتسببون فى إثارة المشكلات فلا مانع من جلوسهم فى المكان، كذلك فى الإسكندرية يجلس

سيد صبحى

مجموعة من الملحدين ومعظمهم من الشباب فى أحد المقاهى المنتشرة على ساحل البحر ومؤخرا قالت مؤسسة «بورسن مارستلير» بنيويورك المتخصصة فى دراسات الأديان والإلحاد بالولايات المتحدة الأمريكية، فى دراسة عن الإلحاد فى الوطن العربى بعد ثورات الربيع العربي، أن الدول العربية ينتشر بها أكثر من 2 مليون ملحد لا يعترفون نهائيًا بالأديان».

ويقول الدكتور زكى عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: المشكلة فى وجود الإلحاد هى وجود من يقوم على الدين بشكل يدفع الناس لكى يلحدوا عن عقيدته وتعاليمه. المشكلة ليست فى الملحد كما هو الحال فى تخلف الدول الإسلامية المشكلة فى المسلمين وليست فى الإسلام.

وأوضح الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء أن هناك مواقع متعددة على شبكة الإنترنت تدعو إلى الإلحاد، ولها رواد كثيرون وحققت نتائج إيجابية بالنسبة لأصحابها بإلحاد عدد من الشباب، وهذا الأمر بالغ الخطورة ويستدعى من الدولة والهيئات الدينية التكاتف فى مواجهة الظاهرة خاصة فى ظل تطور وسائل الاتصال الحديثة التى حولت العالم إلى قرية صغيرة. ونظرًا لصعوبة فرض الرقابة على تلك المواقع يطالب الدكتور واصل الهيئات الدينية بتطوير وسائلها الدعوية للوصول إلى قطاعات الشباب والتواصل معهم وعدم تركهم فريسة لتلك المواقع المشبوهة التى تبث ما يخالف فكر وفطرة المجتمع المصرى المتدين كما طالب الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وكل التيارات والجمعيات العاملة فى مجال الدعوة بتنسيق الجهود لحماية الشباب وتحصينهم ضد المساس بعقائدهم عن طريق شبكة المعلومات الدولية.

نصر 2

ويضيف د. واصل: لا بد أن نعى أن إشاعة الثقافة الدينية المعتدلة والنهوض بالأزهر الشريف كمحفل علمى عريق وذى باع فى خدمة الإيمان والشريعة هو رد عملى على موجة الإلحاد من ناحية والتطرف من ناحية أخرى، وكل محاضرة علمية أو كتاب دينى يكون منظم الفكرة محدد الغاية عميق النظرة جيد الأسلوب كفيل بتفنيد شبه الملحدين فعلى علماء الأزهر الشريف أن يقوموا بدورهم الأصيل فى تقريب روح الإسلام وتعاليمه الراقية إلى أفهام الناس باختلاف مراتبهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية وذلك ليتمثلوها ويعملوا بها ولا تنطلى عليهم ألاعيب الملحدين وأيضًا حتى لا يقعوا فريسة لجماعات العنف والتخريب.