بقلم الاذاعى
ممدوح السباعى
الإسلام دين الله تعالى الذى أوجد الحياة من الفناء، فخلق الزمان وأوجد المكان، وأقام الإنسان، وجعــل الإسلام هو الدين كافة للناس.. وقد تعرض الإسلام الحنيف فى العصر الحديث لنزوات تناسب العصر فى الفكر والسلوك فمنهم من يَدعي اعتناقه وله ادعاؤه؛ والإسلام يرد عليه فى كونه فى غايته تتميم لمكارم الأخلاق.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يعود الإسلام غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” والأخلاق بين العبد وربه وبين العبد ونفسه وبين العبد وخلق الله حوله، فهى مع الحيوانات تقوم على الرأفة، وقد سقى مؤمن كلبا ودخل به الجنة، وهى مع سائر الخلق تقوم على الرحمة. فالرحماء يرحمهم الرحمان، وهو بين النظائر من بين البشر تقوم على المعاملة والخوف من القصاص فكما تفعل يفعل بك، فقد بنى الله الحياة على القصاص” ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب» والمعاملة من العبودية للمعبود إلى مراعاة ما أوجد المنعم من نعم فى الوجود من قطرة ماء جعل منها الحياة، من حبة حب أقامها الله فى حصن لتبقى لمن يقوم عليها كمقومات كحبة القمح لبنى الإنسان وسائر مالا يستطيع العبد عده أو إحصاءه..
ومعاملة لله فى توقير وإجلال قدرته فيما خلق فلا نضيعها فغير موضعها ولا نتعالى على شيئا.
وإذا انتشر الجهل .. والجهل جهل بالخلق وجهل بحسن المعاملة وجهل بحسن الجوار وجهل بالوقار كان الخطاب للجاهلين سلامًا سلام وذلك بغية أهل الإسلام وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا والمبيت والعود إلى الله
فالقصد عند أهل الخصوص هو الله والركون إليه والوقوف بين يديه والذين يبتيون لربهم سجدًا وقياما
فهم أهل معرفة للمستقبل وأهل خوف منه وأهل رجاءه لعفو فيه والذين يقولون اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما.
والعبادة فى الإسلام فى كل وجهة وفى كل حين فهى بالفكر قبل النظر والسماع والقول ..
وهى بالسمع فالإنسان محاسب على سمعه وبصره فمن يسمع الحق بالحق وأكمله وأقدسه القرآن ويتدبره بفكره فذلك أتم وأكمل السمع ومن يسمع الإفك كان من أهله ومن قام على السخرية نال منها وسخر منه كذلك العبادة ليست مسك ثابتة فالنظر للكعبة عبادة والعاطفة لتقبيل الحجر الأسعد عبادة والرجم فى مواطن الرجم عبادة والوقوف بعرفة عبادة
والمبيت بمنا عبادة فليس لعبادة الله حد فهى كالأنفاس فى كل حى نفسه من شقيق به يحي يذكره بأمر الله افعل وزفير يتخلص منه ينظره بأمر الله لا تفعل
ولو كتم الزفير فيه لأنهى الحياة لديه حتى يأخذه الأمر لخلاصة الأمر وهى أن تصبح دقاته إعلانا لتوحيد ربه
ويكفيه دليل أن قلوب العباد بين
أصبعى الرحمن فكيف تحتوى سواه والعقيدة محلها القلبحقآ ويقينًا إن الشرك لظلم عظيم
الإسلام دين حياة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة