اتسم الرسول بالوفاء والسعى إلى السلم

العالم الإسلامي
طبوغرافي

كان النبى صلى الله عليه وسلم مثال الرحمة الشاملة، فقد ظهرت رحمته صلى الله عليه وسلم فى كل المواقف والأحداث التى شهدتها دعوته ورسالته إلى الإسلام، بما فى ذلك الحروب والغزوات التى خاضها النبى الكريم، فلم تكن حروبه وغزواته صلى الله عليه وسلم تهدف إلى استعباد الناس وكسر إرادتهم، وإنما كان هدفها تحقيق الخير لهم وإسعادهم بنور الإسلام، وقد فاقت مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم فى غزواته وحروبه كل التصورات. فالحرب عنه دفاعية لرد العدوان حيث اتسم صلى الله عليه وسلم - بالسعى إلى السلم.

ويقول د. محمد خليفة حسن - الباحث فى الدراسات الإسلامية:

خليفة

تجلت رحمة الرسول الكريم فى سعيه للصلح مع العدو ليخفف به على المؤمنين، مثلما حدث فى غزوة الخندق «الأحزاب»، حيث رأى صعوبة الموقف وشدة البلاء ومخاوف المسلمين، فأرسل إلى الحارث بن عوف وعيينة بن حصن قائدى غطفان، يعرض عليهما الصلح، وبعد مشورة قادته فضل القتال على الصلح.

وقد أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - خيرًا باليهود والنصارى، وسمح للمسلمين بالزواج من الكتابيات مع السماح لهن بالبقاء على دينهن.

ويؤكد د.خليفة أن مظاهر رحمة النبى فى غزواته وحروبه تبطل شبهة انتشار الإسلام بحد السيف، فقد كان جهاده صلى الله عليه وسلم رحمة، ولم يكن غرض النبى فى استلال السيف على من ناوأه إزالة نعيمهم ولا انتهاب ثرواتهم. «فجهاد النبى كان هدفه فى النهاية تحقيق الرحمة للعالم، فالقوة الحربية، والسلطة السياسية لدى النبى كانتا وسيلتين لهداية الناس وإسعادهم لا لاستعبادهم وإشقائهم.