ويقول الدكتور عبد الفتاح عاشور - أستاذ التفسير بجامعة الأزهر:
الصدق ثمرة الإخلاص والتقوى ومن أعظم الأخلاق التى يتصف بها الإنسان، والصدق فى الأقوال يؤدى بصاحبه إلى الأعمال الصالحة والالتزام بالحق؛ ولذا كان الصدق محل عناية القرآن، فقال تعالى موجهًا نداءه لكل من آمن به: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، «التوبة: 119»، دلالة على أن المجتمع الصادق هو مجتمع ناجح.
ورد الأمر الإلهى بالصدق فى القرآن الكريم فى آيات عدة، منها قوله تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وجاءت السنة النبوية المشرفة بأحاديث كثيرة تتحدث عن فضل الصدق منها: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر والبر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا".
والإسلام يوصى أن نربى أطفالنا على الصدق حتى يكبروا على هذه الصفة الحميدة ويتعودوا عليها فى أقوالهم وأفعالهم، قال عبد الله بن عامر: دعتنى أمى يومًا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد فى بيتنا فقالت: تعال أعطك فقال لها - صلى الله عليه وسلم: «ما أردت أن تعطيه» قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبة»، وعن عائشة أم المؤمنين - رضى الله عنها - قالت: «ما كان خلق أبغض إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة، فلا يزال فى نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة».
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثالًا وقدوة فى الصدق، فقبل بعثته لقب بالصادق الأمين، وعندما أمره الله بإنذار عشيرته الأقربين صعد على جبل الصفا وقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقًا.
وشهد له رب العالمين على صدقه - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى: (وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، «الزمر: 33»، فالذى جاء بالصدق هو نبى الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد له رب العزة بذلك.
الصادق الأمين لقب النبى الكريم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة