المداومة على الطاعات وفعل الخيرات.. فريضة طوال العام

العالم الإسلامي
طبوغرافي

التحلى بأخلاق رمضان طوال العام
بعد رمضان يفتر كثير من الناس عن العبادة ويكسلون عن الفضائل، ومن الشباب من لا يصلى إلا فى رمضان فإذا مضى رمضان ترك الصلاة، وكثير من موائد الكرم والإطعام ترفع بعد رمضان، وكأنهم يعبدون رمضان، لا رب رمضان!. علماء الدين يطالبون باستمرار تلك العبادات والمداومة على الطاعات طوال العام، ويبقى السؤال هل نعود لمعصيّة الرحمن، وطاعة الشيطان؟

يؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن المسلم عليه أن يستصحب عبادات رمضان إلى ما بعد رمضان فإذا كان قد تعود الصيام فى رمضان، فعليه أيتنقل فى غير رمضان من الصوم، وإذا كان قد تعود الصلاة والقيام فعليه أن يكثر من التهجد فى غير رمضان وإذا كان قد تعود الكرم والجود فعليه أن يكثر من التصدق فى غير رمضان وهكذا فى كل العبادات فيجب أن يستصحبها بعد رمضان حتى يستفيد من رمضان والذى هو بمثابة دورة تدريبية يتدرب فيها المسلم على سائر العبادات والطاعات التى تنفعه فى الدنيا والآخرة.

يقول الدكتور عبد الوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن المساجد تقل فيها الأعداد بخلاف شهر رمضان، وكأن شهر رمضان هو شهر المساجد، فحينما يأتى شوال تقل أعداد المصلين بعد انقضاء الشهر العظيم، وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم إن خير الصلاة فى المسجد هى صلاة “الفريضة” فى جماعة بالمسجد، وخير الصلاة بعد الفريضة فى البيت أى “صلاة التطوع”، واذا كان التعود على الذهاب إلى المسجد يبدأ فى شهر رمضان، فعلى المسلم أن يحافظ على صلاته بعد رمضان فى المسجد.

وتقول د. سهير محمد طلب، أستاذ الحديث وعلومه جامعة الأزهر (بنات القاهرة): حينما ينتهى الشهر تظهر علامات الحزن فى قلوبنا على سرعة مرور أيامه، ولكن نفحات الله لا تنتهي، أما عن أعمالنا بعد رمضان، إن المسلم الكيس الفطن هو من استفاد بكل ما تعلمه فى رمضان، وقد أخذ المسلم الزاد من الأيام الماضية، وتعلم من رمضان كيف له أن يغير حياته، فلتكون صلاته صلة بينه وبين الله - عز وجل - وأن يكون قيامه وتهجده وصلاته طاعة لله، وابتعاده عن كل ما أمر الله بتركه، وامتثاله إلى أوامر الله عز وجل، وأن صيامه هذا كان تقويما له بعد رمضان، فتعلم كيف يصون لسانه من الغيبة والنميمة وتعود على صيام الاثنين والخميس أو الأيام أخرى كعرفات وغيرها، فالاستمرار والمداومة بعد رمضان هى من علامات القبول والتقوى، فالزاد من رمضان هو زاد للعام كله، علينا أن نسير على الدرب وأن نؤدب النفس بما أخذناها به فى رمضان ليكمل الامتثال علينا أن نبتعد عن قول الزور والعمل به، كما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم، فالنهى هنا للصائم وغير الصائم وفى رمضان وفى غير رمضان، ونبتعد عن الكذب وعن الخيانة وعدم الأمانة.

وتضيف: إن كان قد مضى شهر رمضان نخرج بعده بتجديد الطاقة الإيمانية المتمثلة فى الصلاة ولا نجعل بيوتنا قبورا بعد رمضان، والصيام والتهجد والامتثال والبعد عن الشرك والكذب والزور والغيبة والنميمة وغير ذلك، وعن أبى هريرة - رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح فى الجنة فيقول يا رب أنى لى هذه فيقول: باستغفار ولدك لك”.

وأوضح الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم يدعو إلى المداومة والاستمرار على الفضائل لا أن ينغمس فيها المسلم فى مناسبة من المناسبات كرمضان وغيره. وقد ورد فى السنة المطهرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سئل أى العمل أحب إلى الله تعالى؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أحب العمل الى الله أدومه وإن قل.

كما طالب بالحرص على مداومة الطاعات والفضائل التى تجلت خلال شهر رمضان كإطعام الطعام، والرفق بالمساكين، وصلة الأرحام وأن ندرك جميعا أننا نعبد رب رمضان.