الصدقة تطفئ غضب الله وتمحو الخطيئة وتقى من النار وتدفع البلاء

العالم الإسلامي
طبوغرافي

قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) } [ البقرة].

وفي هذه الأية الكريمة أمر من الله تعالى بالإنفاق في سبيله، والتصدق من طيبات رزق الله تعالى، حتى نحظى بمغفرة الله تعالى وفضله الواسع العليم، ولهذا فلا بد لنا بالمسارعة في المتاجرة الرابحة مع الله تعالى حتى لا يفوتنا قطار الخير والخيرات، فعن حارثةَ بن وهْبٍ قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: “تصدَّقوا؛ فإِنهُ يَأتي عليكم زمانٌ يَمشي الرَّجلُ بصدَقَتِه فلا يَجِدُ مَن يَقبَلُها، يقولُ الرجُلُ: لو جئتَ بها بالأَمسِ لقبِلتُها، فأمَّا اليومَ فلا حاجةَ لي بها”.

و يجب أن نعلم أننا نحن من نحتاج إلى “التصدق” وليس الفقير أو المحتاج فقط، ولهذا فقد كان سفيان الثوري رضى الله تعالى عنه، ينشرح إذا رأى سائلًا على بابه، ويقول: “ مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي”، وكان الفضيل بن عيّاض يقول “ نعم السائلون؛ يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة! حتى يضعونها في الميزان بين يدي الله تعالى” ولا ننسى أن هذا هو المعنى الحقيقي للصدقة .

إن التجارة مع الله تعالى باب عظيم وفضل لا يعلمه إلا هو سبحانه، فلا تحرم نفسك أخي المسلم هذا الفضل الكبير، فهي من نعم الله تعالى على المسلم، وما أطيب حديث رسول الله تعالى حين يبشرنا بأن الله تعالى يتقبل الصدقة بيمينه، ويتولى أجرها وربايتها نفسه، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ الْجَبَلِ، وَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ”
وفضل الصدقة عظيم، فهي تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى، وتمحو الخطيئة، وأنها وقاية من النار، وأن الله يدفع بالصدقة البلاء، وهي بركة وخير وزيادة في المال والصحة والعمل الصالح كله.

إن الحديث عن فضل أعمال الخير، وإغاثة لهفات الناس في حياتهم الصعبة الصعيبة حديث ذو شجون، ولاسيما في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها ، والحديث عن أعمال البر التي تفتح أبواب الجنان على مصراعيها أمام المؤمن حديث لا ينتهي، وإليك من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميل كلامه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه الشمس، تَعدلُ بين اثنين صدقة، وتعين الرَّجل في دابَّته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعَه صدقة، والكلمةُ الطيِّبة صدقة، وبكلِّ خطوة تَمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة).

وهذا الحديث يبين أن أعمال الخير، ليست مجرد عمل تطوعي خيري يقوم به، إنما هي شكر واجب عليه، فعدد مفاصل الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلًا، ويستحب له أن يؤدي شكر نعمة كل مفصل من هذه المفاصل ، كالمساعدة في سداد ديون المكروبين، والمساعدة في علاج المرضى وإجراء العلميات الجراحية لهم ، والمساعدة في تزويج الفتيات المسلمات، والمساعدة في بناء بيوت الله تعالى ( المساجد).

وعلى هذا تكون الحالات أشد صعوبة يومًا تلو الآخر، وإليكم بعض ما نقدمه في أعمال الخير الدائمة بإذن الله تعالى .
* مساعدة حالات ( المطلقات – الأرامل- العرائس أيتام – الأمراض مزمنة – العمليات جراحية – بناء المساجد - الإعاقات وحروق ).
* التكفل بمرتبات للأيتام على مستوى الجمهورية ، وتقدر بـ 70 ألف جنيه.
وفقنا الله تعالى وإياكم إلى فعل الخير، وجعلنا جسرًا للخير، ويَسَّر الله تعالى لنا، وكتب لنا الخير والثبات، وأعاننا الله من فضله.. إنه ولي ذلك وهو أرحم الراحمين .