الإسلام هو دين التزام بالمنهج الوسطي المتزن في كل شيء، ويجعل ذلك صفة مطلوبة في الأمة الإسلامية، ومن هذا
المنطلق تأتي دعوة الدين الحنيف إلى التوسط والاعتدال في الإنفاق.ويقول الدكتور محمدالشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
فيما يخص المنهج الاقتصادي للمسلم فالله تعالى يصف عباده بالتوسط والاعتدال في الإنفاق، فيقول: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، «سورة الفرقان: الآية 67»، «أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم بل عدلاً خياراً وخير الأمور أوسطها.ويضيف : والناظر فيما عليه الناس، يجد أنهم في الإنفاق طرفان ووسط، فهناك القابضون أيديهم، البخلاء بأموالهم، المقترون على أنفسهم وأهليهم، فضلاً عمن سواهم، وعلى النقيض من هؤلاء، آخرون مسرفون مترفون، باسطو أيديهم كل البسط، وبين هؤلاء أناس سلكوا السبيل القويم، والتزموا العدل والاعتدال، واتخذوا بين ذلك سبيلاً.
وأضاف الدكتور الجندي : بالنسبة للطرف الأول، البخلاء، فإن البخل أن يمنع الإنسان الحق الواجب، فأما من منع ما لا يجب عليه فليس ببخيل، لأنه لا يذم بذلك،
وأما بالنسبة للطرف الثاني، وهم المسرفون، فإن السرف هو تجاوز الحد في الإنفاق، والتبذير هو الإنفاق في غير حق، والإسراف والتبذير كل منهما متشابهان .وكما جاءت الآيات محذرة من عاقبة البخل والتقتير، فقد جاءت ناهية عن الطرف المقابل وهو الإسراف والتبذير قال تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
ويؤكد الدكتور الجندي أن الإسراف والتبذير كفر بنعمة الله، وطغيان في الأرض، ومؤاخاة للشيطان قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)، «سورة الإسراء: الآية 27»، والإسراف يؤدي بصاحبه إلى الكبر والعلو في الأرض، فضلا عن أنه يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة، فكم من ثروة عظيمة وأموال طائلة بددها التبذير وأهلكها الإسراف، وأفناها سوء التدبير.
الإسلام دين الاعتدال الوسطي بلا إفراط ولا تفريط
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة