مسلمو الصين يشكون من انتشار الجهل بالدين وضعف دارسي العلوم الشرعية والعربية

العالم الإسلامي
طبوغرافي

يؤكد الباحث عبد الرحمن تشانغ شنغ هوا، أحد المبتعثين الصينيين، والذى تخرج فى الأزهر ويكمل دراسته العليا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أنه يوجد فى الصين عشر قوميات أقلية كلها تعتنق دين الإسلام، ولكن فى عددهم كلام طويل واختلاف متباعد منذ أوائل القرن العشرين ويختلف عددهم من حوالى تسعة ملايين إلى تسعين مليونا، وكان المشهور أن عدد المسلمين فى الصين خمسون مليونا، وبناء على الدورة الخامسة للإحصاء السكانى التى أجرتها السلطة الصينية عام0002م فعدد المسلمين بلغ عشرين مليونا، ويحتل 64٫1بالمائة من جميع سكان الصين، فعدد المسلمين اليوم قد يبلغ حوالى خمسين مليونا من جميع عدد سكان الصين البالغ مائة وثلاثين مليونا.

ويكشف عن ان هناك مشكلات كثيرة تواجه المسلمين بالصين، ومن أهمها انتشار الجهل بالدين الذى ترتب عليه فهم الدين وتطبيقه على المزاج والأهواء والتعصب مع اعتبار كل ذلك من الدين الخالص، ومنها: ابتعاد بعض المسلمين بمن فيهم بعض شباب المسلمين عن دينهم وعدم مبالاتهم به.

فبمجرد أن يحصل طالب مسلم على الدرجة العلمية العالية أو المناصب الرفيعة، حتى تذوب عقيدته فى التيارات بسبب عدم تمرُّسِهِ على التوجيهات والقيم الدينية الإسلامية من صغره. وليس هناك صراع عقدى بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الأديان أو الأفكار الأخرى فى الصين، ولكن وللأسف هناك صراعات أشدُّ بين المسلمين أنفسهم بسبب التعصب الممقوت والجهل والغرور المفسد والأهواء والمصالح، حتى صارت كأنها صراعات عقدية وأصولية.

والتعليم الإسلامى فى الصين يركز على دراسة اللغة العربية دون توفية العلوم الشرعية حقها، فيتخرج طلابها فى مدة قصيرة، فلا العلوم الشرعية تعلموها ولا العربية أتقنوها، وأما التعليم الإسلامى فى أروقة المساجد فقد كان طريقا رئيسيا لتوارث الإسلام وعلومه عند المسلمين فى الصين منذ قرون، ولا يزال حتى اليوم أكبر مورد يخرج شيوخ الدين.

ويكشف عن أكبر مشكلات المبتعثين الصينيين بمصر بل فى كل العالم العربى والإسلامى تدنى مستواهم الأساسى من العلوم الشرعية واللغة العربية، وقد يترك الطالب دراسته أو يتقاعس عنها بسبب عدم التغلب على هذه الصعوبة.

ويضيف: ما زلنا نحرص على أن يكون الأزهر الشريف ودار العلوم يحافظان على مكانتهما ودورهما وفضلهما على المسلمين فى الصين، إذ يتميزان بتعليم العلوم الإسلامية والعربية المتكاملة والمنهج الرصين الوسطى والمعتدل.