قراءة فى كتاب "تاريخ الرسل والملوك" للإمام الطبري

العالم الإسلامي
طبوغرافي

المؤلف: هوَ العلاّمة والمفسّر والمؤرّخ الكبير مُحمّد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبريّ، ولِدَ في عام 224 للهجرة، وهو في الأصل من منطقة آمل في طبرستان، وإليها يُنسّب بالطبريّ، وقد عاشَ أخر عُمرهِ في بغداد.
حول الكتاب: تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الرسل والملوك المعروف بـ تاريخ الطبري هو كتاب في التاريخ من تأليف محمد بن جرير الطبري المتوفى ٣١٠ هـ.
والكتاب يؤرخ من بدء الخلق إلى نهاية سنة ٣٠٢ هـ.

بدأ الطبري من أخبار آدم إلى أن انتهى بأخبار زمانه.

والكتاب على طريق الأخبار وبالتسلسل، وغالبه بالأسانيد، ولم يشترط الطبري ثبوت جميع ما فيه بل أخذ بمبدأ «من أسند فقد أحال». حيث يقول الطبري في

مقدمة الكتاب:
«فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا».

اسم الكتاب:
تاريخ الرُسُل والملوك، ويُعرف هذا الكتاب أيضا بتاريخ الأُمم والمُلوك، وتاريخ الطبريّ.

مصادر الأحداث فى الكتاب:
حوى فيه ابن جرير الطبريّ رحمهُ الله تعالى ما وقَعَ تحتَ يديه من عُلوم التاريخ، وذلك عن طريق الرواية التاريخيّة واتبّاع أسلوب الإسناد في الرواية إلى الرواة الذين قصّوا التاريخ، ولا يخلو الكتاب من بعض الروايات التي أوردها الطبريّ على الرغم من ضعفها أو خلل في رواتها ولكنّهُ رحمهُ الله أوردَ الرواية بسندها فحمّلها على من رواها مُستنداً إلى مبدأ "من أسندَ فقد أحال".

أبواب الكتاب:

كتاب تاريخ الرُسُل والمُلوك يبدأ فيه الطبريّ رحمهُ الله تعالى بالحديث عن تعريف الزمان وبدء الخليقة، وذلك من مصادر الشريعة الإسلاميّة التي بيّنت بدءَ الخلق بنصوصها الواضحة الصحيحة، وتحدّثَ في الكتاب عن أوّل ما خلَقَ اللهُ تعالى، وكذلك عن خلق السماوات والأرض، والأخبار التي سبقت خلق أوّل البشر سيّدنا آدم عليهِ السلام، وكيف هيَ قصة إبليس قبل آدم عليهِ السلام، وتحدّث أيضاً الكتاب عن خلق آدم عليهِ السلام وقصّة نزوله إلى الأرض، لتبدأ بعدَ ذلك قصّة تاريخ البشر على الأرض.

بدأ الطبري في كتابه تاريخ الرُسُل والملوك بالحديث عن الرُسُل عليهِم السلام والقصص التي مرّوا بها والتي رواها القُرآن الكريم، وبيّنتها سُنّةُ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، وكذلك بعض الروايات التي جاءَت من أخبار بني إسرائيل.

كما تحدّث الطبريّ في كتابه عن سيرةِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، من تاريخ ما بعدَ الهجرة وبدء التاريخ الإسلاميّ حتّى اللحظة التي ألّفَ فيها كتابه، وأضاف في هذا الكتاب عن سيَر المُلوك الذين حكموا رِقابَ الخلق كما تحدّثَ عن الرُسُل الذينَ حكموا قُلوبَ الناس بالحِكمةِ والوحي.

وهذا بالرغم من مكانته وشهرته وعناية المسلمين به لم تصلنا نسخة كاملة من مجلداته، فلفق المستشرقون أماكن النقص فيه من كتب التاريخ الأخرى.

طبعاته: طبع لأول مرة في ليدن 1876 - 1901م بعناية (دي جويه) وجماعة من المستشرقين وأصدروه في (13) مجلدا، منها مجلدان: فهارس وتعليقات.

ثم طبع في القاهرة سنة 1906م في (13) جزءا، ونشرته دار المعارف عام (1960) في (11) مجلدا بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، وله غير ذلك من الطبعات. منها بعنوان (تاريخ الرسل والملوك) ومنها بعنوان (تاريخ الأمم والملوك) كما تجد تفصيل ذلك في زاوية التعليق على الكتاب.

شروح الكتاب:

من نوادر ما ألف في الطبري كتاب: (التحرير لأخبار ابن جرير) للقفطي، وقد ذكره في ترجمة الطبري في كتابه: (المحمدون من الشعراء).

وكتاب: (المدخل إلى مذهب الطبري ونصرة مذهبه) ليحيى بن علي المنجم نديم المعتضد العباسي، وهو الذي أهداه ابن الجراح كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء) .

ثناء العلماء علي الكاتب:
أثنى عليه الحافظ الذهبي بعد كلام الخطيب المتقدم، فقال عنه: كان ثقة، صادقًا، حافظًا، رأسًا في التفسير، إمامًا في الفقه والإجماع والاختلاف، علاَّمةً في التاريخ وأيام الناس، عارفًا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك.

وقد أثنى عليه شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ثناء كثيرا، لو جُمِع لكان في جزء لطيف، وما ذاك إلا لما عرفه من مؤلفاته وتراجمه السؤدد في العلم والحفظ والدين، فقد وصفه بأنه من العلماء الكبار، وعدَّه في عِداد أئمة الإسلام العِظَام؛ كمالك وأحمد والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والليث بن سعد وأمثالهم.

وقال فيه الحافظ ابن حجر في (الميزان): " محمد بن جرير بن يزيد الطبري الإمام الجليل المفسر أبو جعفر صاحب التصانيف الباهرة، مات سنةَ عشر وثلاثمائة، ثقة، صادق، فيه تَشيُّعٌ يسير، وموالاةٌ لا تضر.