الإسلام هو دين الرحمة والخير، والذي جاء بالبشرى للعالمين

العالم الإسلامي
طبوغرافي

 معاني الرحمة موجودة بيننا الآن ولكنها ضئيلة وقليلة جدا، وتظهر من خلال قلة احترام الصغير للكبير الآن كما كان من قبل، وعدم حب المسلم لأخيه ونتمنى أن نرجع إلى سالف عهدنا بالأخلاق الطيبة، وبما أننا في شهر كريم وهو شهر ميلاد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم نبي الأخلاق والرحمة نقدم دعوة لكل مسلم للرجوع إلى طيب الخلق.. وخاصة أن شهر ربيع الخير هو شهر الرحمة المهداة..

الإسلام هو دين الرحمة والخير، والذي جاء بالبشرى للعالمين بالعدل والإحسان واللين، وتكاد تقف رسالة الإسلام على الرحمة حيث يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» ومن بين أسماء الله تعالى التي اختارها لنفسه الرحمن والرحيم.. ولكن مع اختلاف العصر الحالي وبعده عن عصور الرسالة الأولى وعهد الصحابة الكرام، وطغيان المادة وزيادة سرعة الحياة، هل مازالت معاني الرحمة التي دعا الله تعالى إليها موجودة اليوم بيننا، ونحافظ عليها كما أمرنا ديننا الحنيف؟

وتضيف الآنسة أمل محمد علي ( طالبة بجامعة الأزهر ) أننا الآن بحاجة إلى التوسط بين الغلظة والطيبة وأن يكون المسلم لين ووسطي لا يعرف القسوة ولا يلين إلى حد شديد ( وسطي ) لا إفراط ولا تفريط.. كما قال الله تعالى « ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك « أما بالنسبة لمعاني الرحمة فهي قليلة فالقلوب أصبحت قاسية إلى حد كبير.. ولهذا علينا بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ونتعلم منه كيف كان رحيما بالمؤمن والكافر، وبالفعل نحن الآن في شهر ربيع الخير شهر مولد سيد الخلق أجمعين وأرحمهم وهو شهر خير.. أما ما يعيق المجتمع المسلم من نشر الرحمة بينه والعودة إلى الخلق الطيب هي كثرة الأعمال السيئة وامتلاء القلوب بالمعاصي وقلة ذكر الله تعالى وخشيته؛ لأن القلب المعلق بالله تعالى رحيم جدا لا يعرف القسوة..

ويضيف الأستاذ علي رضوان: أن الرحمة هي أن يرحم الناس بعضهم بعضا، والحمد لله تعالى الرحمة موجودة بيننا الآن إلى حد كبير، وطالما أننا نسير بمنهج الله تعالى في الأرض، ونتبع سنة الرسول الكريم فنحن على الطريق الصحيح. أما الدكتور محمود حسن ( كيميائي ) يقول: بالفعل لقد تغير المجتمع بصفة عامة وغابت عنا الرحمة ولم تعد قيم اللين والرأفة والمودة والحنان موجودة بين الناس، ونلاحظ هذا واضحا دائما بيننا في السلوك العام وفي الأماكن العمة وتدني الخلق وعدم وصل الأرحام والقطيعة بين الإخوة، ولعل المسئولية كلها تقع على عاتق الشخص نفسه لأن كل شخص موكل بتعديل سلوكه وأخلاقه بما يتناسب مع تعاليم الدين الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعلنا في شهر مولد الرسول الكريم في شهر ربيع وهي فرصة جيدة لأن يقف كل مسلم أمام نفسه ويعيد محاسبة نفسه أخلاقيا ودينيا.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم، حتى كان كالوالد لهم، يقبّلهم ويضمّهم، ويلاعبهم، ويحنّكهم بالتمر ،كما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته، وجاءه أعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجّب الأعرابي وقال : « تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم « فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟ ) .

وكان من رحمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه يحزن لفقد الأطفال، ويصيبه ما يصيب البشر، مع كامل الرضا والتسليم، والصبر والاحتساب، ولما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، فقال سعد بن عبادة - رضي الله عنه : « يا رسول الله ما هذا؟ « فقال : ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .

ولما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، كانت العناية بهنّ أعظم، والرفق بهنّ أكثر، وقد تجلّى ذلك في خلقه وسيرته على أكمل وجه، فحثّ صلى الله عليه وسلم على رعاية البنات والإحسان إليهنّ، وكان يقول : ( من ولي من البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار )، بل إنه شدّد في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها فقال : ( ألا واستوصوا بالنساء خيرا ؛ فإنهنّ عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) .

وكان صلى الله عليه وسلم يهتمّ بأمر الضعفاء والخدم، الذين هم مظنّة وقوع الظلم عليهم، والاستيلاء على حقوقهم، وكان يقول في شأن الخدم : ( هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم )، ومن مظاهر الرحمة بهم كذلك، ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء خادم أحدكم بطعامه فليقعده معه أو ليناوله منه فإنه هو الذي ولي حره ودخانه ) رواه ابن ماجة وأصله في مسلم ومثل ذلك اليتامى والأرامل، فقد حثّ الناس على كفالة اليتيم، بل وشملت رحمته صلى الله عليه وسلم البهائم التي لا تعقل.