نظرية: الانفجار العظيم

العالم الإسلامي
طبوغرافي

الله ليس فى حاجة أن يحدث انفجارًا بل الله تعالى يجرى الأشياء بقوله كن فيكون فالانفجار العظيم لا يمكن أن يخلق إلهًا.. وهذا الانفجار العظيم من الذى صنعه؟ ومن فجّره؟ وما بدايته؟ وما شكله؟ والطاقات المتجمعة فيه من يصدر قرار تفجيرها؟ إنه يحتاج لمن يفعله ولا يمكن أن يصنعه بنفسه

ثانيا نظرية: الانفجار العظيم
قال الملاحدة: إن الكون بدأ حيث بدأ الانفجار العظيم، حيث كان الكون كله كتلة واحدة، بعد ذلك بدأ الانفجار الكبير الذى بدأ منه بداية الكون.

نقول لهم: نظرية الانفجار العظيم توجد فيها إشارة فى القرآن الكريم وهى قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ [الأنبياء: 30]. لكن نحن لا نسميه “الانفجار العظيم” بل “الرتق والفتق”.

قال لى الملحد: وما الفرق؟ هل الاختلاف فقط فى المصطلح العلمي؟!
قلت: هناك تشابه بين الانفجار العيظم الذى تقولون به، والنظرة الإسلامية التى أتى بها الإسلام عن بداية الخلق فى الزمن الأول؛ حيث يرى الدين الإسلامى -حسب الوارد فى آيات القرآن الكريم- أن المخلوقات كانت فى بداية الخلق شيئًا واحدًا، ثم بعد ذلك حدث رتق وفتق (انفصال وتباين) بين السماء والآرض، وكانت هذه البداية الحقيقية للخلق.

إذن هناك تشابه بين النظرية الملحدة وبين النظرية الدينية التى تقول بالرتق والفتق، لكن هناك اختلافات كثيرة جدا بين النظريتين، يتمثل الفرق فى أن الملاحدة يقولون: إن الانجار حدث ذاتيًّا بسبب التفاعلات الكيميائية أو الفيزيائية فى الكون وبين العناصر الطبيعية، لكن النظرة الإسلامية للرتق والفتق تؤكد –كما هو الحال فى كل ما يتعلق بالخلق- أن الذى بدأ الفتق أو الرتق هو الخالق العظيم سبحانه وتعالى وليس الصدفة أو العبثية كما يقول الملاحدة واللادينيون.

سألنى الملحد: هل هناك أحد فى الكون شهد الرتق والفتق والانفجار العظيم؟
قلت: الرب العظيم يقول: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا [الكهف: 51].

قال: أنت لم تجب عن سؤالي، فأنا لا أسألك عن السماوات والأرض، بل أسألك عن الانفجار العظيم.
قلت: الانفجار العظيم هو خلق السماوات والأرض، لكن عندنا المسائل أكبر من هذا، فالله ليس فى حاجة أن يحدث انفجارًا، بل الله تعالى يجرى الأشياء بقوله: كُن فيكون، والكون ليس من الضرورى أن ينفجر، فالقرآن يقدمها على أساس أنها مشاهدة قلبية، قال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ [الأنبياء: 30].

وبالتالى فيستحيل أن يكون الله تعالى مخلوقًا، فالانفجار العظيم لا يمكن أن يخلق إلهًا... وهذا الانفجار العظيم مَن الذى صنعه؟ ومَن فجَّرَه؟ وما بدايته؟ وما شكله؟ والطاقات المتجمعة فيه مَن يصدر قرار تفجيرها؟ إنه يحتاج لمن يفعله ولا يمكن أن يصنع نفسه.