الجاذبية هى تلك القوة الخفية المخلوقة التى لا نراها بل نشعر بها

العالم الإسلامي
طبوغرافي

ثالثًا الجاذبية الأرضية
قال الملاحدة: إن الجاذبية من العناصر الأساسية التى تؤيد مذهبهم فى القول بعدم وجود إله خالق للكون...
يحتج الملاحدة بالقصة الشهيرة التى حدثت لنيوتن حيث كان يجلس تحت الشجرة فسقطت التفاحة بجواره فتناولها بيده وأخذ يفكر... لماذا لم تقع التفاحة يمينا أو شمالا؟ ولماذا لم تصعد لأعلى؟ ثم وضع الفروض العلمية التى تقترح وجود قوة خفية فى الأرض تجذب الكائنات إليها...
يفسر الملاحدة الجاذبية بأنها: تلك القوة الخفية فى الأرض الموجودة ابتداء، وهذا القوة هى التى تحفظ الأشياء على الأرض من الضياع أو الفقدان... ويقول الملاحدة: إن الجاذبية هى التى تحفظ الأشياء الموجودة على الأرض من الضياع أو الفقدان.

هذه نظرة الملاحدة للجاذبية... لكن ما التفسير الإيمانى للجاذبية؟
نعترف ابتداء إن الجاذبية خلق من خلق الله الذى لا نراه. وهو خلق خفى لا نراه بأم أعيننا شأنه فى ذلك شأن كثير من الخلوقات التى لا نراها بأعيننا، كالملائكة والجن والغيبيات التى أخبر بها المولى عز وجل، ولولا هذه الجاذبية فإننى سأطير، معى شيء يربطنى بهذه الأرض ولولاه ما التصقت بالأرض، لكن هل تستطيع أن ترى الجاذبية؟! لو جئت بالمجهر والتلسكوب وجميع الأداوات الفنية التصويرية الدقيقة لن تستطيع أن تصور لى الجاذبية الأرضية، وأنا الآن معى كاميرات متتطورة، ومع ذلك لا أستطيع أن أصوِّر شيئًا من الجاذبية الأرضية... إننى أحدثك الآن عن مثقال شيء مما أخفاه الملكُ سبحانه عنا، ومما لا يمكن تصوره، ولا يمكن تصويره بالكاميرات الحديثة.

إن الجاذبية هى تلك القوة الخفية المخلوقة التى لا نراها بل نشعر بها والتى تجعل المخلوقات على الأرض مستقرة ثابتة... لذلك قال الله تعالى: “وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ”، وقال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]، فالجبال تتحرك وليست ثابتة!

قال لى الملحد: كيف تتحرك؟!
قلت: إنها تتحرك لأن الله أخبر بهذا!
قال: وهل تصدق هذا؟
قلت: نعم؛ لأن العلماء قالوا: إن الأرض تتحرك وتدور حول نفسها وحول الشمس. وبالتالى فالجبال تتحرك بحركة الأرض بها. قال: وما علاقة الجبال بالجاذبية؟
قلت: ما الذى يجعل هذه الجبال العظيمة لا تنتقل من مكانها إلى مكان آخر على الأرض؟! قال: الجاذبية.

قلت: نعم. فالله تعالى جعل الأرض مهدًا مهادًا، والجاذبية فيها مقبولة معقولة، فصف لى الجاذبية، فأنت تريد أن أصف لك الله وكنهه وشكله وقدرته، فصف لى أنت الجاذبية وكننهها وشكها وقوتها! كلننا نثبت لله كل ما مَرَّ بنا من صفات كماله تعالى، وأرجوك أن تجيب لى عن سؤالي: ما الجاذبية؟ وكيف أتعامل معها تحت المجهر؟ وكيف أمسكها؟ وما تصورها؟
قال: لن أستطيع ان أمسك بها، فهذه أشياء تعرف لكنها لا تُوصف.
قلت: كذلك ربي، يُوصف الملك بما وصف به نفسه: الرحمن الرحيم الملك القدوس... لكن ما شلكه؟ وما تركيبته؟ يستحيل تصور أشياء فوق قدرة البشر.