رمضان هو شهر العبادة بمختلف أشكالها وصورها

العالم الإسلامي
طبوغرافي

أكد علماء الدين على ضرورة أن يحسن المسلمون استقبال شهر رمضان بالعزم الصادق على اغتنام فرصته، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، وترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها.
ودعا علماء الدين، المسلمين إلى بذل كل الجهد، واستغلال كل لحظة في رضا الله سبحانه وتعالى، مؤكدين أنه يجب على المسلم أن يتأهب لرمضان بتوبة نصوح مصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، وإظهار الحاجة إلى العزيز الغفار، والرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول.

ويؤكد الدكتور أحمد الشاعر- أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعد لاستقبال رمضان منذ حلول شعبان الذي قال عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” واشتهر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- صيامه في شهر شعبان أكثر من غيره فعن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: “ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان” حتى يستعد نفسيا وإيمانيا على صيام رمضان شهر الصيام والقرآن والقيام.

وقال: والله تعالى خص شهر رمضان بخصائص من أعظمها وأجلها أن الله تعالى أنزل فيه القرآن، ومن المعلوم أن ليلة القدر في رمضان فينبغي للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة.

شهر العبادة
ويقول د. محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: قبل أن يهل شهر رمضان يجب على المسلم أن يعي أنه مقبل على موسم طاعة، ومن ثم يجب الاستعداد له بشتى الصور والطرق، ولعل أهم هذه الاستعدادات إعلان التوبة النصوح من كل المعاصي حتى يوفق في الطاعة لأن صاحب المعصية لا يوفق للطاعة، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، فتجد القلب في ظلمة وقسوة، فلا بد إذن من التوبة النصوح المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، وإظهار الحاجة إلى الله والرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع لله.

ويضيف: رمضان هو شهر العبادة بمختلف أشكالها وصورها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في إحياء الشهر بكل ما هو طيب وصالح، حتى يخرجوا من رمضان بإرادة قوية وعزيمة صادقة تجعلهم قادرين على تحقيق غاية الله من خلقه، والتي تتمثل في عبادته جل شأنه وإعمار الأرض، هذا فضلا عن أنهم يخرجون من رمضان وقد غفر الله لهم ذنوبهم بشرط أن يصوموا إيماناً واحتساباً، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

ويناشد المسلمين في شتى مشارق الأرض ومغاربها إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في إحياء شهر رمضان بالكيفية التي أرادها الشارع الحكيم حيث كان يكثر من العبادات، وتلاوة القرآن ومدارسته والصدقة والعطاء والصلاة والاعتكاف، وكان أجود ما يكون في رمضان، ويخصه في العبادة بما لا يخص غيره من الشهور.
تهذيب للأخلاق
ويشير الدكتور خالد أبو جندية- أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر- إلى أنه يجب على المسلم أن يجتهد في الطاعة ويتقرب إلى الله وهو يستعد لاستقبال شهر رمضان وأن يتوب توبة نصوح عن جميع المعاصي والذنوب التي ارتكبها طوال حياته لأن شهر رمضان التوبة والإنابة والرجوع إلى الله. قال تعالى :”يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "، والتوبة هنا تعني الإقلاع عن الذنب.

وأضاف: الصيام من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى فقد رغب الشرع في الصيام وحث عليه وجعله أحد أركان الإسلام العظام وأخبر الله تعالى أن الصيام لا تستغني عنه الأمم لما فيه من تهذيب الأخلاق وتطهير النفوس وحملها على الصبر ، وقال تعالى بعد ما ذكر المسارعين إلى الخيرات من الرجال والنساء: “والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما” سورة الأحزاب الآية 35 وعن أبي سعيد- رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: “ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” فالصيام وقاية للمسلم من عذاب الله يوم القيامة كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنما الصيام جنة يستجن بها العبد من النار هو لي وأنا أجزي به”