أسرار الطواف : قانون كوني تتوحد به المخلوقات

العالم الإسلامي
طبوغرافي

يتكشف للقلوب المؤمنة فى طوافها حول الكعبة، أسرار وفتوحات أخرى ينعم الله بها على عباده الحجاج والمعتمرين فى البيت المعمور، ويشير الدكتور محمد صالح النواوى فى دراسة له بعنوان الفلك إلى أن المجموعة الشمسية تتكون من تسعة كواكب، و61 قمرا، تدور كل مجموعة منها حول أحد الكواكب، وأعداد كبيرة من المذنبات ثم الكويكبات، بالإضافة إلى أعداد هائلة من الشهب والنيازك.
وتدور أغلب الكواكب حول الشمس، وكذلك حول نفسها فى اتجاه واحد عكس اتجاه عقارب الساعة.

وتدور أيضًا كل مجموعة من الأقمار حول نفسها وحول الكوكب التابعة له، والظاهرة نفسها تنطبق على النجوم والنظم الأكبر فلا يوجد شيء ساكن فى الكون بل كل يسبح على طريقته التى سخرها الله عليها وألزمه بها.

وتدور الشمس حول نفسها كما تفعل الكواكب. وهذا الاتجاه نفسه - عكس اتجاه عقارب الساعة- هو ما يتبعه الحاج أو المعتمر فى طوافه، حيث يطوف من اليمين إلى اليسار جاعلا الكعبة على يساره. فسبحان خالق الأكوان منزل القرآن.

وهناك قانون كونى آخر فى الطواف تتشابه فيها طواف الكائنات من الذرة إلى النجوم والكواكب، وهو أن الأصغر يدور حول الأكبر، فالإلكترونات تدور حول النواة، والأقمار تدور حول الكواكب، والكواكب تدور حول النجوم، وهكذا فى أحوال الناس فعادة يقترب الصغير من الكبير وربما يدور حوله، وإذا كانت لديه حاجة فإنه يقف على بابه، وهذا المعنى يتجسد فى الطواف حول الكعبة، فالمسلم يفعل مثل ذلك فى الطواف حيث يتجه إلى بيت الله الحرام، ويقف عند باب الملتزم، ويتجه إلى الله داعيا ليغفر ذنوبه، ويرى حجر سيدنا إسماعيل فيتذكر صبره على الطاعة، حينما استجاب لأمر به وحينما كان يرفع مع أبيه القواعد من البيت ويتذكر الحجر الأسود الذى قبله، ونتذكر مقام إبراهيم، كل ذلك يجعلنا داعين لعل الله يغفر لنا ولعله يقربنا من ساحته.