من غزوة بدر إلى العاشر من رمضان.. انتصارات الشهر الكريم شاهدة على التاريخ

العالم الإسلامي
طبوغرافي

عندما نظرنا في صفحات التاريخ مع الدكتور "مصطفى حسين" بقسم التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وجدنا العديد والعديد من الأحداث والذكريات التي سيظل التاريخ يسجلها بأحرف من نور، وستظل تدرس كأهم أحداث التاريخ.
فبالرغم من أن شهر رمضان أيامًا معدودات لكنه حوى الكثير من الانتصارات، التى من أهمها:
غزوة بدر الكبرى 17 رمضان سنة 2 هـ
تُعد هذه الغزوة أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها.

فتح مكة
أو الفتح الأعظم، غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة.
ويوضح الدكتور "مصطفى حسين" أن سبب الغزوة يعود إلى انتهاك قريش للهدنةَ التي كانت بينها وبين المسلمين، وذلك بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكرٍ في الإغارة على قبيلة خزاعة من حلفاء المسلمين، فنقضت بذلك صلح الحديبية، وردًّا على ذلك، جَهَّزَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، فتحرَّك الجيش حتى وصل مكة، ودخلها سلمًا بدون قتال.

وكان من نتائج فتح مكة اعتناق كثير من أهلها للإسلام، ومنهم سيد قريش "أبو سفيان"، وزوجتُه "هند بنت عتبة"، وكذلك "عكرمة بن أبي جهل"، و"سهيل بن عمرو"، "وصفوان بن أمية"، و"أبو قحافة" والد "أبي بكر الصديق".

وكان ذلك فيما يخص الفترة المبكرة، أما بالنسبة للأحداث اللاحقة في العصور التالية كان منها:
فتح الأندلس
حملة عسكرية بدأت عام 92 هـ/ 711م على مملكة القوط الغربيين بإسبانيا، التي حكمت شبه جزيرة أيبيريا، بجيش معظمه من الأمازيغ بقيادة "طارق بن زياد"، الذي نزل عام 711م في المنطقة التي تعرف الآن بجبل طارق.

وحين بلغ "رودريك" خبر جيش المسلمين جمع جيشًا وزحف به من عاصمته طليطلة، وحين بلغ "طارق بن زياد" خبر حجم حشود رودريك، طلب المدد من "موسى بن نصير" فأمده بخمسة آلاف مقاتل، ليصبح جيشه 12000 مقاتل، والتقى الجيشان في 28 رمضان 92 هـ/ 17 يوليو 711 م قرب شذونة جنوب بحيرة خندة عند وادي لكة.

ثم فر "رودريك" هاربًا، واستمرت الفتوحات فامتدت في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وظل الإسلام قرابة 800 سنة بها فيما يعرف بالأندلس الإسلامية.

معركة بلاط الشهداء
ويقول الدكتور "مصطفى" أن معركة بلاط الشهداء هي إحدى المعارك الكبرى التي استمر بسببها الوجود الإسلامي بالأندلس، وتسمى أيضًا معركة (تور أو معركة بواتييه)، وهي معركة دارت في رمضان 114 هـ/ أكتوبر 732م، في موقع يقع بين مدينتي بواتييه وتور الفرنسيتين، وكانت بين جيش المسلمين بقيادة والي الأندلس "عبد الرحمن الغافقي" من جهة، وقوات الفرنجة والبورغنديين بقيادة "شارل مارتل" من الجهة الآخرى.

وقدم فيها "عبد الرحمن الغافقي" أروع البطولات ومات شهيدًا، وقد أسفرت المعركة عن فشل الجانب الأوربي في مواجهة المسلمين واستمرار بقاء الإسلام في الأندلس.

معركة ملاذ كرد
وقعت في رمضان سنة 463هـ بين المسلمين والروم، وتعد معركة ملاذ كرد أحد انتصارات المسلمين في رمضان.

معركة عين جالوت
ويضيف الدكتور "مصطفى" أنه من انتصارات رمضان العظمى أيضًا، أن أول هزيمة لحقت بجيوش المغول منذ هجومهم على العالم الإسلامي في أوائل القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي كانت في رمضان.

فمعركة عين جالوت هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وجرت يوم 25 رمضان 658 هـ/ 3 سبتمبر 1260 إذ استطاع جيش المماليك بقيادة "سيف الدين قطز" إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة "كتبغا".

وكان من أبرز نتائجها وقف الزحف المغولي وحماية ما تبقى من العالم الإسلامي تحت قيادة مصر، فقد أسقط المغول كل القوى والدول الإسلامية التي كانت في طريقهم، ومنها الدولة الخارزمية ودولة الشيعة الإسماعيلية في إيران ثم الخلافة العباسية في بغداد، واستولى المغول على معظم بلاد الجزيرة ثم بلاد الشام ولم يقف أمامهم سوى المماليك.

فتح جزيرة قبرص
ومن أبرز الانتصارات الأخرى للمسلمين في رمضان فتح جزيرة قبرص سنة 829هـ التي وقعت في عهد السلطان المملوكي الأشرف برسباي.

نصر أكتوبر
ولا نستطيع أن نتحدث عن الانتصارات التي حدثت في شهر رمضان عبر التاريخ دون أن نذكر انتصار حرب أكتوبر المجيد لعام 1973 في العاشر من رمضان، حينما بنى الجيش المصري انتصاره بدم أبطاله وجنوده، وكانت حرب أكتوبر نقطة التحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث هزت إسرائيل من الأعماق ولم تعد بعد ذلك الدولة التي لا تقهر.

وينهي الدكتور "مصطفى حسين" كلامه بالحديث عن شخصية من أبرز الشخصيات التي ولدت في رمضان وهو الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان".

وبهذا نكون استعرضنا مع الدكتور "مصطفى" أبرز الأحداث التي حدثت في رمضان عبر الزمن وستبقى خالدة في أذهاننا وقلوبنا أبد الدهر.