أسرى غزوة بدر وتعليم الصحابة القراءة و الكتابة

العالم الإسلامي
طبوغرافي

بعد انتهاء غزوة بدر الكبرى استشار النبي صلى الله عليه وسلم صحابته في شأن الأسرى، فكان رأي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أخذ الفدية من الكفّار ليتقوّى المسلمون بها، وربما لإعطائهم فرصة ليفكروا بالدخول في الإسلام، بينما أشار عمر بن الخطّاب وسعد بن معاذ رضي الله عنهما بقتلهم، والتخلّص منهم وبذلك تكون ضربةٌ قويّة للمشركين، بل قال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه : " يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب فأدخلهم فيه، ثم أضرمه عليهم نارًا ".

ومال النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فحسم الخلاف واختار الفدية، لكنّ الله عز وجل عاتب نبيّه عتابًا شديدًا على هذا الاختيار، وذلك في قوله تعالى : {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم}، والعتاب إنما جاء لقبول النبي صلى الله عليه وسلم للفدية في وقتٍ ما زال الإسلام وليدا، مما يكون سببًا في ضعف المسلمين ومعاودة خصومهم للقتال.

ثم أذن الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بقبول الفدية، فجعل الأسرى يفتدون أنفسهم بما يملكون من المال، فمنهم من كان يدفع أربعة آلاف درهم، ومنهم من كان يدفع أكثر من ذلك، أما الذين لم يكونوا يملكون شيئًا فكان فداؤهم تعليم أولاد المسلمين الكتابة.