هذه حكمة من حكم الإمام جعفر الصادق رحمه الله، وهو من أئمة أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، ومن الخطأ التاريخى الكبير أن كثيرًا من الناس يعتقدون أن جعفر الصادق رحمه الله من أعلام الشيعة، فهذا اعتقاد خاطئ، فإن جعفر الصادق كان إماما لأهل السنة والجماعة، ولم يعرف تشيعا لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه، ولم يناد بكراهية الصحابة أو أمهات المؤمنين.
وقبل الخوض في حكمة اليوم إليكم نبذة عن بدايات اختلاف المسلمين وظهور ما يسمى بالتشيّع:
كتب التاريخ الإسلامي لم تميز بين السُنة والشيعة فالخلاف المحتدّ القوي بين السُنة والشيعة لم يظهر إلا عندما ضعفتْ الأمة.ففي سير أعلام النبلاء وفي طبقات ابن سعد وغيرِهِ وأمهات الكتب الأخرى ما قال مصنفوها عن أحدٍ أنهُ كانَ من الشيعة هذا لم يحدث، فكان المسلمون أهل سنة وجماعة منتمين إلى نبيهم الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولم يتفرّقوا إلا بعد ضعف الدولة الإسلامية وتدخل الأمم الأخرى في شئونها الداخلية.
* الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالبٍ رضي اللهُ تعالى عنهم أجمعين هؤلاء لم يكونوا شيعةً، لا بل أهلُ البيتِ، لفظُ التشيعِ والتزيدِ وغيرها من الأسماء لم تظهر إلا متأخراً، هؤلاء علماء كبار ربانيون سُنةً وجماعةً على منهجِ جدِهم صلوات ربي وسلامه عليه.
ومن أخطر الاعتقادات التي تؤجج نار الخيانة في قلوب الشيعة اعتقادهم بأن أهل السنة أعداء لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يكرهونهم ويبغضونهم وينتقصونهم، فأهل السنة هم الأعداء بل ألد الأعداء، ولذلك يسمونهم النواصب أي الذين ينصبون العداء لأهل البيت!
يقول هذا الإمام العظيم جعفر الصادق رحمه الله تعالى: "من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار" أى من أراد أن يزده الله من فضله فعليه بالاستغفار، قال عزّ وجل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} قال تعالى على لسان نوح عليه السلام وهو يدعوا قومه: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} وقال عزّ وجل: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} إذًا فالعمل الصالح والاستغفار من أسباب البركة وزيادة الخير، وسعة الرزق.الاستغفار لا يكون من المعصية فقط، بل إن الاستغفار واجب على الإنسان فى كل أوقاته، وعلى كل هيئاته، فالنبى صلى الله عليه وسلم كان كثير الاستغفار، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يستغفر الله فى اليوم الواحد مائة مرة.
الاستنغفار لزيادة الرزق، التماس الفرج واجب شرعًا، وطلب الزيادة مطلب مستحبّ، فكن مسنزيدًا من نعم الله تعالى بالاستغفار، فقل كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية و ستر فأتمم نعمتك علي و عافيتك و سترك في الدنيا و الآخرة" وقال النبى صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)
اعلم أخى الحبيب أن الذى لا يستغفر فإنه لا يوقّره فالله تعالى أخبرنا فى سورة نوح، أنه عليه السلام بعدما أمرهم بالاستغفار أمرهم بتوقير الله تعالى، قال تعالى: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} فالذى لم يستغفر الله تعالى فإنه لم يوقره.
الله تعالى يعطيك الرزق بعد أن يغفر لك، قال تعالى: { ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} الله تعالى يريدك أن تكون نظيفًا طاهرًا، ثم بعد ذلك يعطيك من الرزق ما تشاء، ولكن اطرق بابه وأنت نظيف، فإن البلاء لا يرفع ، ولكن اطرق بابه وأنت نظيف، فإن البلاء لا يرفع لا بتوبة، ولا ينزل إلا بمعصية.
الإمام جعفر الصادق رحمه الله يقول: من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار، ولم يقل فليستغفر، ولنا فى رسولنا أعظم الأسوة، فلقد قال لأصحابه: " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" وفى رواية أخرى: "والله إنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة"
الاستغفار واجب على الإنسان فى كل أوقاته، وعلى كل هيئاته،
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة