مصر أعلى معدلات حوادث المرور في العالم بسبب عدم الالتزام بقواعد المرور

العالم الإسلامي
طبوغرافي

تشهد مصر أعلى معدلات حوادث المرور في العالم بسبب عدم الالتزام بقواعد المرور وسوء حالة كثير من الطرق وتهالك بعض السيارات، وفقدت مصر 18 طالبًا في تصادم أتوبيس مدرسي وثلاث سيارات في طريق مصر إسكندرية / الزراعي، بعد أيام من حادث آخر بأسيوط أودي بحياة تسع طالبات، إثر وقوع سيارة ميكروباص كانت تقلهن في مصرف على طريق مؤدي إلى جامعة سوهاج.

تكشف هيئة الطرق والكباري أن أسباب الحوادث ترجع في المقام الاول إلي العنصر البشري بنسبة تتجاوز 80 %، و10 % تتعلق بأمن وسلامة السيارة، و5 % عوامل جوية والـ 5 % المتبقية تتعلق بحالة شبكة الطرق الحالية، كما أن سائقي الميكروباص يتجاوزون السرعة المقررة بطريقة جنونية ولا يضعون في الاعتبار أرواح الركاب علي عكس ما يعتقد البعض أن الشروخ الموجودة في الطرق ليست السبب الأساسي في الحوادث الأخيرة!

ويحتل طريق أسوان المرتبة الأولي في حوادث الطرق يليه طريق محافظة الشرقية ثم القليوبية، والأقل الإسكندرية الصحراوي
وقال أحمد ابراهيم.. موظف: أعاني ويعاني معي جميع أفراد عائلتي من حركة المرور في مصر فقد أصبح الشارع المصري في منتهي الهمجية والفوضي.. واختفي منه أي انضباط أو نظام، والسبب في ذلك يرجع إلي عدم وجود الأمن داخل الشوارع فأنا أسكن في شارع جسر السويس وهو شارع رئيس ويقطنه عشرات الآلاف من المصريين، ومع ذلك لا نجد عسكري مرور واحد في أي جزء من الشارع سوي في إشارة روكسي كما أنهم لا حس لهم ولا خبر.. فهل هذا معقول.

ويضيف خالد إبراهيم موظف: بالطبع غياب رجال المرور والأمن من أغلب الشوارع جعل سائقي الميكروباص والنقل وأصحاب التاكسيات يفعلون ما يرون لهم بالمارة والركاب علي السواء فلا أحد يلتزم بالسير في الاتجاه الصحيح ولا أحد يحترم الإشارة فكم من الناس يقتحمون الإشارات ويكسرونها، وهذا ما يتسبب في حوادث عدة خاصة في ظل الزحام الشديد الذي نحن بصدده فلا مفر من وجود رجال المرور وضباط الأمن بالشارع المصري لتطبيق القانون لردع كل متهور وطائش وغير ملتزم.

طريق الموت.
ويقول محمد عبدالغني موظف: أود أن أسأل عن قانون المرور الجديد ومواده وعقوباته الذي عكف علي دراسته المسئولون والمتخصصون وبحث مواده وفرض عقوبات لكل من ينتهك حق الطريق أولا يلتزم بقواعده.. للأسف الشديد لقد صار القانون حبيس الأدراج ولا حس له ولا خبر فلو تم تطبيق القانون كما هو متبع في كل الدول الأوربية لحجمنا خسائرنا البشرية، وقللنا الحوادث التي تقع كل يوم دون سبب سوي الفوضي وانعدام الانضباط.
ويضيف صفوت محمود مهندس: بالنسبة لي كل مشكلتي الأساسية التي اتكبدها وتتكرر يوميًا هي سائق الميكروباص فأنا اضطر مجبرًا إلي أخذ الميكروباص للذهاب من بيتي إلي عملي ولا يمكن وصف ما أعانيه مع سائقي الميكروباص من توتر وانفعال بسبب قيادتهم الجنونية والمتهورة للسيارة وسباقهم مع بعضهم البعض لأخذ الركاب والوصول سريعًا ضاربين عرض الحائط بأرواح الركاب وحياتهم

ضوابط شرعية:
يقول الدكتور عبد المهدي عبد القادر، الأستاذ بجامعة الأزهر أن كثرة حوادث الطرق أو المرور في مصر هي شيء من ثمار انعدام الأخلاق وانعدام انضباط الإنسان.. فالناس شاعت فيهم الفوضي واللا مبالاة وأصبح سائق السيارة كل همه السرعة وأخذ الطريق من الآخرين في سرعة السير هذا من ناحية ومن ناحية نجد الذي يسير علي قدميه ليس منضبطًا هو الآخر فنجده يسير في عرض الطريق ويعبر الطريق والسيارات مسرعة ومع ذلك لا يبالي ولا يحرص علي السلامة فانضباط الأخلاق هو أساس استقامة الأمور ولا شك أن الانضباط الفكري والسلوكي هو أساس السلامة والطمأنينة عند الناس في تصرفاتهم وحينما يأمر الإسلام بالأخلاق والسكينة حتي في الذهاب إلي المسجد يقول النبي صلي الله عليه وسلم: “إذا سمعتم النداء فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة والوقار” ورغم صغر المسافة من البيت إلي المسجد يوصينا النبي صلي الله عليه وسلم أن نقطعها بسكينة ووقار.

وأضاف د. عبدالقادر: ماذا أقول لشاب في العشرينات وهو يقود سيارة بسرعة مذهلة علي كورنيش النيل فيضرب سيدة ويقتلها في لحظتها ويصطدم بعامود إنارة وإذا به يلقي هو الآخر حتفه تحت عجلات سيارة نقل
وتساءل د. عبدالقادر: هل ما نراه في الشارع المصري من حوادث هو حرص علي الموت أم حرص علي إزعاج الناس وإرعابهم.. فالناس لم يعرفوا قضية السكينة والوقار التي يوصينا بها الإسلام وكان بالإسلام يوصينا بهذا ليكون منهجًا عامًا في كل حياتنا مع كل أسف لم نلتزم به ولم نعره أي اهتمام أو احترام لذا حصدنا الحوادث وجنبنا إزهاق الأرواح بلا ذنب أو جريرة .

قوة القانون
ووافقه الرأي الدكتور طلعت أبو صير الأستاذ بجامعة الأزهر مؤكدًا حرص الإسلام علي سلامة الإنسان وتيسير كل السبل لتحقيق هذا الغرض حيث يقول الله عز وجل: “ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة” وللطريق آدابه التي حث علي الالتزام بها النبي صلي الله عليه وسلم حيث يقول في حديثه الشريف: “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان” وإماطة الأذي عن الطريق تتحقق بإحسانه وتمهيده وإنارته ورفع ما يضر بالناس منه.. وسأذكر من الأثر قصة لعل يستفيد منها أصحاب الضمائر الحية والحس اليقظ حيث كانت توجد شجرة تضر بالمارة فجاء رجل بفأسه وقطعها فقال له الله عز وجل: “قطعتها رحمة بعبادي أنا أولي بالرحمة منكم وأدخله واديًا فسيحًا بالجنة” لأنه أزال الضرر عن الناس وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم لصحابته: “إياكم والجلوس علي الطرقات قالوا: يارسول الله مالنا منها بعد نجلس فيها فنتحدث فقال النبي صلي صلي الله عليه وسلم: فإن أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقه”. قالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال: كف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.