لقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم البري رحمه الله تعالى عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جبهة علماء الأزهر بعد رحلة طويلة مع المرض والذي توفي أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 86 عاماً.
وكان الفقيد رحمه الله رمزا من رموز علماء الأزهر الشريف وأستاذا بكلية الدعوة بجامعة الأزهر الشريف وكان رئيس مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وسيشيع اليوم الأربعاء إن شاء الله بعد صلاة الظهر من مسجد السلام في مدينة نصر.
شارك بالحياة السياسية كرجل دين منفتح مساهم في نهضة مصر والأمة الإسلامية شأنه شأن الغالبية من علماء الأزهر الشريف، سافر الشيخ محمد البرّي للعديد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية خلال نشاطه الأكاديمي الشرعي والدعوي والاجتماعي.
للشيخ العديد من المؤلفات المطبوعة في الجامعات أو في دور النشر المختلفة، كما أن له العديد من المقالات والكتابات التي أثرت القارئ الشرعي والطالب الأزهري.
وقد فقدت الأمّة الإسلامية واحداً من قادتها المجاهدين وأحد علمائها الربانيين، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مدخله، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم إخواننا في مصر وجبهة علماء الأزهر الشريف، وذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان.
هو محمد عبد المنعم محمد محمد البري جبر وشهرته محمد البري ولد فضيلة الشيخ محمد عبد المنعم البري عام 1932 ميلادية في مدينة الخانكة بمحافظة القيلوبية شمال العاصمة المصرية القاهرة، ترعرع في بيئة صافية لأسرة محافظة، اكتسب التقاليد العربية والإسلامية من أسرته من خلال التربية، ومن خلال اندماجه في المناسبات الاجتماعية المختلفة في أحضان عائلة جبر بمدينة الخانكة، التحق بالأزهر الشريف وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ومن خلال المعهد الأزهري نمت بلاغته وقدراته الإلقائية والخطابية، وبدأ الخطابة في المرحلة الإعدادية في مسجد بالخانكة.
مسيرته العلمية والدعوية: التحق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وتعين بها معيدا، ثم حصل على درجة الماجيستير ثم درجة الدكتوراه، ثم ارتقى أستاذاً مساعداً ثم أستاذاً بالجامعة.
انتقل الشيخ ليعيش في قلب القاهرة في حي الزيتون ليستكمل رحلته في الأزهر ودوره في الدعوة والعمل الإسلامي.
شارك بالحياة السياسية كرجل دين منفتح مساهم في نهضة مصر والأمة الإسلامية شأنه شأن الغالبية من علماء الأزهر الشريف، وخلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر كان هناك خلافا بين مؤسسة الأزهر الشريف والنظام السياسي في مصر في هذه الفترة، تعرض خلالها الكثيرون من علماء الأزهر للسجن والاعتقال، ولكن لم يتعرض الدكتور للسجن رغم التحقيق معه لمرات عدة.
وخلال الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي شهدته مصر في عهد الرئيس أنور السادات، عاد الدكتور للمشاركة في الحياة السياسية من خلال خطبه وكتاباته، وفي عهد الرئيس حسنى مبارك وافق الشيخ على دعوة من قائمة حزب العمل المصري، وهو الحزب الذي تبنى الأيدلوجية الإسلامية بعد تطوره السياسي والأيدلوجي على يد رئيسه إبراهيم شكري، وخاض الشيخ الانتخابات النيابية تحت قائمة حزب العمل المصري ضمن تحالفات قومية وإسلامية ضمها الحزب في هذه الانتخابات، ورغم نجاح الشيخ في دائرته بالزيتون إلا أنه لم يتمكن من دخول مجلس الشعب المصري وذلك لعدم نجاح القائمة في هذه الانتخابات التي اعتمدت نظام القوائم الانتخابية.
شارك الشيخ في إعادة النشاط لجبهة علماء الأزهر عام 1994، وبعدها انتخب بالتزكية رئيساً للجبهة لدورتين متتاليتين وانتخب الشيخ يحيى إسماعيل أمينا عاما لها.
سافر الشيخ محمد البري للعديد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية خلال نشاطه الأكاديمي الشرعي أو الدعوي الاجتماعي.
وللشيخ العديد من المؤلفات المطبوعة في الجامعات أو في دور النشر المختلفة، كما أن له العديد من المقالات والكتابات التي أثرت القارئ الشرعي والطالب الأزهري.
تدويل الأزهر تعد مبادرة تدويل الأزهر إسلاميا أسوة بالفاتيكان من أبرز مبادرات الدكتور محمد عبد المنعم البري. حيث قام بمطالبة الرئيس المصري محمد حسني مبارك بتدويل الأزهر إسلامياً كما هو شأن الفاتيكان، وقد أعد الشيخ لهذا الطرح كتابات عدة ونداءات متكررة، لعل أبرزها ما نشرته جريدة "آفاق عربية" المصرية، والتي طبعت له مقالات عدة في هذا الشأن وقامت بحوارات لبلورة فكرته ومبادرته التي ما زالت لم تتوج بالقبول بعد.
رحم الله عالمنا الجليل وجعل ما قدمه من علم للأمة الإسلامية فى ميزان حسناته، وأن ينفع اللإسلام والمسلمين