صرحت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: «في الوقت الراهن نحن ندرس مدى حاجة الجيش الاتحادي لذلك (الأئمة المسلمين)، وما هي الخيارات المتاحة أمامنا».
وأضافت: «أعجبني دور الجنود الألمان من ذوي الأصول العربية في التعامل مع أزمة اللاجئين، إذ نتعلم الآن في ظل أزمة اللجوء مدى فائدة أن نكون مرآة للمجتمع.إنني أرى حاليًا جنودًا شبابًا يقومون بإنجاز ممتاز كمترجمين؛ لأنهم يتقنون اللغة العربية بطلاقة. وهذا يظهر مدى جودة التنوع».
ورحب رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك بتصريحات وزيرة الدفاع، مشيراً إلى وجود خطط لإجراء مباحثات مع الوزيرة حول هذا الموضوع قريباً.
وكانت إحصاءات أظهرت ارتفاعاً في عدد الجنود المسلمين بالجيش، إذ قدّر المركز المتخصص بالتاريخ والعلوم الاجتماعية العسكرية، ومقره مدينة بوتسدام، نسبة عدد الجنود من أصول مهاجرة بحوالي 12% من تعداد الجيش الألماني، البالغ 177 ألف جندي تقريبًا. ومن بين هؤلاء يوجد حوالي 1600 جندي مسلم.
ويتوقع أن يتاح قريباً لهؤلاء الجنود رعاية دينية أسوة بزملائهم الكاثوليك والبروتستانت، إذ يستند الجيش الألماني في إتاحة هذه الرعاية، إلى قاعدة قانونية واضحة وصريحة، تتمثل في المادة الرابعة من القانون الأساسي (الدستور)، التي تعتبر أن الحرية الدينية وحرية الاعتقاد هي حق لا يجوز المساس به، ولذلك صدرت في عام 2011م دراسة هامة في 57 صفحة تحت عنوان: «مواطنون ألمان دينهم الإسلام في الجيش الألماني»، وشددت في توصياتها على «ضرورة العمل لتأمين كل السبل من أجل اندماج الجنود المسلمين في محيطهم العسكري، ومكافحة التمييز والإقصاء ضدهم».
والرعاية الدينية للجنود المسلمين في الغرب ليست بالتأكيد ابتكارا ألمانيا، فهي بدأت في الجيش الأمريكي مثلاً منذ عام 1993م، إذ يعمل 12 إماما كضبّاط في الجيش الأمريكي ويتولون جانب الرعاية الدينية لما يقارب 3700 جندي أمريكي مسلم، بحسب صحيفة الجيش الألماني «بوندسفير جورنال».
كذلك الأمر لدى الجارتين الأوروبيتين فرنسا وبريطانيا، ففي بريطانيا هناك 650 مسلمًا يعملون كعسكريين في الجيش، يتولى إمامان اثنان مهمة الرعاية الدينية لهم، وهؤلاء يعلمون في الجيش البريطاني منذ عام 2005م، الأمر نفسه ينطبق على فرنسا التي بدأت العمل في الأمر منذ عام 2005م.
ألمانيا تدرس تعيين أئمة بالجيش
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة