بقلم أ. زينب مهدي
معالج نفسي واستشاري أسري
في البداية لا بد أن نعرف أن التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في جعل الطفل يقع في دائرة الكذب لأن الطفل يولد كالصفحة البيضاء.. والوالدان هم من يكتبون الصفات التي سوف يكبر الطفل بها وتكون جزءا من شخصيته، وبالتالي فأهم جزء من أجزاء التنشئة الاجتماعية التي تؤثر بشكل كلي وجزئي على الطفل هي الأسرة لأنها هي التي تحول الطفل من كائن بيولوجي يشرب ويأكل ويتنفس إلي كائن اجتماعي يتعامل مع العالم الخارجي ويتواصل معه من خلال اكتساب مهارات التواصل اللازمة.
ولذلك نجد كثيرا من الأسر التي تشكو من الكذب عند أولادهم وخاصة في سن الطفولة ويتسائلون هل هذا بسبب عيب في التربية أم شيء آخر.. ولنجيب على هذا التساؤل يجب أن نعلم ما المقصود بالكذب عند الطفل: هو سلوك غير سوي يتمثل في تجنب الطفل لقول الحقيقة سواء بقول شيء من الخيال غير ما تم حدوثه في الحقيقة أم لتجنب مشكلة ما أو عقاب ما. ولكن هناك العديد من الدوافع الأخرى التي تجعل الطفل يقع في دائرة الكذب، مثل:
- التقليد، عندما يري الطفل أن أبيه أو أمه يقومان بالكذب فبالتالي سوف يكتسب الطفل هذا السلوك البشع من خلال تقليده لرموز القدوة بالنسبة له .
-التربية الخاطئة تجعل الطفل يقوم بالكذب مثل استخدام الأبوين العقاب البدني الشديد على الطفل فلا يجد الطفل مخرجا من العقاب إلا وسيلة الكذب حتي يحمي نفسه من شدة الضرب.
- الإهمال الشديد من الأبوين لطفلهم يجعله يقوم بتخيل قصص ليست واقعيةوهنا يظهر العديد من أنواع الكذب لدى الأطفال مثل: الكذب الخيالي، الكذب الانتقامي ، الكذب النفعي، الكذب العنادي. ولعلاج الكذب يجب على الوالدين اتباع بعض الأمور الهامة في حياتهم مثل قول الوالدين للصراحة أمام الطفل حتي يتعلمها ويصبح الصدق من صفاته الشخصية، وعدم التفرقة بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة.. وكذلك داخل حجرة الصف المدرسي يجب من المساواة بين الأطفال حتي لا يتخذ الطفل الكذب الانتقامي وسيلة له لتلبية ما يريد.
الكذب عند الطفل هو مشكلة حقيقية ولكن الطفل عندما يتخذ الكذب صفة من صفاته الشخصية فعلي الفور نعرف أن هناك خطأ ما يجب علينا أن نتداركه حتى لا يصبح عنصرا أساسيا من مكونات الشخصية عند الطفل ولا نستطيع علاجه مع مرور الزمن.
الكذب عند الأطفال مشكلة تهدد استقرار الأسرة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة