الدفء الأسري وإشباع الحاجات أساس الصحة النفسية

أسرة وطفل
طبوغرافي

بقلم/ د إيمان السيد

أخصائي نفسي وسلوكيإيمان السيد

الأمراض العصابية تعتبر من أشهر الأمراض الانفعالية النفسية والتي تتنوع باختلاف أسبابها فمنها العصاب الحقيقي والعصاب النفسي وعصاب الوسواس والقلق، أوالهستيريا أو الاكتئاب. ودائما ما يكون للعامل الوراثي دور كبير في الإصابة به، وإن كان هناك ارتباط كبير بين الإصابة به وضغوط الحياة العصبية وكثرة المشاكل في الحياة على كافة المراحل العمرية للإنسان منذ الطفولة إلى الشيخوخة.. وسوء التنشئة الاجتماعية والتربوية من الآباء وكساد الجو الأسري غير المستقر والقسوة في المعاملة أو النبذ أو التدليل الزائد حيث تعتبر من أهم مكونات الشخصية العصابية.. وتكاد تلتقي معظم الأمراض النفسية سواء أكانت عصابية أم غيرها في عدم قدرة الفرد على إشباع احتياجاته واعتماده على الأساليب السلبية مثل الكبت أو التوتر والقلق في كبح رغباته وعدم إشباعها بما يوفر التوافق النفسي السليم بما يسبب صراعات لاشعورية تبدو في صورة أعراض جسمية ونفسية مثل الوسواس أوالأفكار المتسلطة أو الاضطرابات الجسمية والحركية والتي تمنع الفرد من أن يحيا حياة سوية وإيجابية مع نفسه او المجتمع..

وهناك نظريتان تفسر لنا أسباب الاضطرابات العُصابية: النظرية التكوينية وهي التي تعتمد على العوامل البيولوجية والوراثية والفسيولوجية أي الأساس العقلي والجسمي للفرد بتأثره بتجارب الحياة أو المميزات النفسية والفسيولوجية والجسمية والتي لها دور في إصابة الفرد بالاضطرابات العُصابية وأن البيئة عامل مساعد لإظهار الوراثة . ثم النظرية البيئية، وهي تتعلق بكل ما يبنى على التغيير والتكييف، وأن التأثير على السلوك والشخصية يأتي من خلال التعلم والثقافة.

ودائما ما ننصح الآباء لتجنيب أبنائهم صراعات المرض النفسي السعي إلى تحقيق أسس الصحة النفسية، وخاصة ما يتعلق بالجوانب الوجدانية مثل الحب الثابت والمستمر، وتوفير درجات عالية من الأمن والاستقرار للأطفال عن طريق وجود الدفء الأسري وتوفير الحاجات الأساسية وإشباع الاحتياجات بالطرق السليمة وعدم الكبت والعمل على إشاعة الجو الجيد المتميز بالحرية والتشجيع والتعزيز الإيجابي.. وتتمثل أعراض الأمراض العصابية في كثرة التوتر والقلق الشديد والمبالغة في ردود الفعل والشعور الدائم بالحزن والضيق، وقلة المستوى العقلي والكسل وعدم القدرة على التعايش بصورة سليمة مع الآخرين وغياب الاتزان النفسي والعاطفي. ويأتي العلاج النفسي باستخدام أساليب العلاج الدوائي والتدعيمي والعلاج المتمركز حول العميل والعلاج السلوكي من أهم الطرق العلاجية وخاصة أنها تعمل على تقوية الشخصية وتطوير القدرة على التعبير العاطفي والوجداني.