رحلة تطویر الذات

المستشار حسام الدين أمين

المحاضر الدولى بأكسفورد - لندن

لعلى أذيع سرا إن قلت أن أغلب الخلافات التى تنشا بين الناس فى حواراتهم ونقاشهم ما هى فى الغالب الأعم إلا نتاج اختلاف وتشويش معانى الكلمات أو حدود المفاهيم بينهم أو نتاج عدم الوصول إلى اصطلاحات ثابتة بينهم يمكن الركون إليها فى فهم وتفسير وتعريف تلك الكلمات أو المفاهيم . فمفهوم تطوير الذات للوهلة الأولى يعطى إيحاء بمعنى الرقى والتقدم وقد يفهم منه أن المرء لابد ان يكون فى كل يوم افضل منه فى اليوم الذى قبله وقد يفهم منه أن يسعى الانسان الى الوصول الى القمه أو الى التميز أو الى الثراء .

هناك مهمتين رئيسيتين فى تطوير الذات وهما

التنمية والاكتساب

وهناك اربعة عوامل تطوير تجرى عليها تلك المهمتين وهى :

المعلومات والسلوكيات والمهارات والمعتقدات

اما عايات وثمرات تطوير الذات المباشرة فهى وصول الانسان للرضا والسلام الداخلى والتركيز على اهدافه فى الحياة وتحقيقها وتمكينه من حسن التعامل مع مايمكن أن يقف فى طريقه من معوقات وتجاوزها .

اننى أزعم وبقوة أن اكتشاف الذات ومعرفة الطاقات الكامنه والاستعدادات الفطريه فى النفس هو أهم وأول مايجب على من يريد تطوير ذاته للقيام به قبل البدء فيه ... فهل يعقل أن يطور شيئا غير معروف !

إن المقصود من التنمية التى نعرضها هى عملية تغذيه وتكبير مايراد تنميته الى ان يصبح شبه كامل وذلك من خلال تنمية استعداداتك ومواهبك الفطريه لتتحول الى قدرات ومهارات ملموسه على ارض الواقع .

اما المقصود من كلمة اكتساب فهو الحصول على ماليس موجودا عندك والاتصاف به والله سبحانه وتعالى جعل للانسان قدره على اكتساب كل مايمكنه تعويض ضعفه ... يقول الله تعالى “ لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ماكسبت وعليها مااكتسبت” فاصبحت لديه تلك الخاصيه .

رحلة تطوير الذات لها مراحل رئیسة یمكن إجمالها فیما یلي:

مرحلة اكتشاف ومعرفة الذات

مرحلة تحدید الوجهة والغایة من الحیاة

مرحلة تحدید الأولویات

مرحلة وضع الأهداف والتخطیط وكتابة الخطة

مرحلة إدارة وتنفیذ المهام خلال الوقت المحدد

مرحلة المتابعة والتقویم

أولاً:مرحلة اكتشاف ومعرفة الذات وفیها

معرفة سبب وجودك فى هذه الحیاة ووظیفتك الرئیسة فیها

معرفة سماتك العامة أو شخصیتك

معرفة دوافعك التى تحركك فى الحیاة

معرفة مواهبك وقدراتك الطبیعیة

ثانیا: مرحلة تحدید الوجهة والغایة من الحیاة وفیها

تحدید قیمك الجوهریة فى الحیاة

معرفة و تحدید رؤیتك فى الحیاة

معرفة و تحدید رسالتك فى الحیاة

ثالثًا: مرحلة تحدید الأولویات

تحديد الاهم فالمهم

الاستغلال الامثل للوقت

رابعًا: مرحلة وضع الأهداف والتخطیط وكتابة الخطة

التخطيط :

تقریر ما الذى ترید

ما الذى سوف تفعل حتى تحصل على ما ترید

كم من الوقت تحتاج حتى تحقق ما ترید

وضع الاهداف :

وضع الأهداف فى برنامج عمل قابل للتنفیذ .

التنبؤ بالمستقبل ومحاولة رسم أوضح صورة له بناءً على المعطیات الراهنه • الاستعداد التام للاحتمالات الممكنة التى یمكن أن تحدث فى المستقبل .

تحدید الخطوات الفعالة لتحقیق الأهداف المرجوة بأقل جهد وتكلفة ممكنة .

ترتیب الأولویات على قدر الإمكانات المتاحة

وللاهداف شروط :

واضحة ولها غایة محددة

مخططة بشكل جید ومتأنٍ

قابلة للقیاس

لا نجاح بدون تعب فكل من سار في طریق نحو هدف لا بد أن يواجه الصعوبات

واقعیة وممكنة التحقیق

تم تحدید جدول زمنى للتنفیذ

تم تحدید الأولویات فیها

كتابة الخطة :

والخطه : هى القدرة على تحویل ما نتج عن التخطیط المذكور آنفًا إلى وثیقة مكتوبة وواضحة المعالم بحیث تصبح خارطة طریق مفصلة یمكن للإنسان أن یعرف وجهته منها و أن یتأكد من أنه یسیر فى الاتجاه الصحیح ؛ وتمكنه كذلك من قیاس مدى تقدم سیره فى طریقه نحو تحقیق غایاته وأهدافه.

ما الهدف بالتحدید وبوضوح؟

ما مبررات تحقیق الهدف؟

احذر الوقوع في فخ التعود أو التقلید أو العناد أو المكابرة أو التلذذ بالتحدي

خامسًا: مرحلة إدارة وتنفیذ المهام خلال الوقت المحدد

يتعلم الكثير من الناس اساليب وطرق التخطيط وغالبا ما يستطيع الكثيرون من عمل تخطيط رائع الا انهم يتعثرون ولا ينجحون فى تنفيذ ماخططوا له ...لماذا ؟

فإن بعض الناس، خصوصًا من الحریصین والجادین فى تطویر أنفسهم، یظنون أنه بمجرد وضع الأهداف وتحدید الجدًاول الزمنیة وكتابة الخطة، فإن من المفروض أن كل شيء سیقع حسب ما هو مخطط. ولعل من أهم الأسباب فى هذا الظن: طبیعة الإنسان؛ الذى خلق عجولاً لا یطیق الصبر إلا قلیلاً .

كما ان مبالغة بعض المهتمین فى تطویر الذات فى الترویج لأهمیة التخطیط ووضع الأهداف وأن ذلك هو سبب النجاح الأوحد

أولاً ولأن طبیعة الحیاة تقضى ظهور المفاجات فى الحیاة، والحقیقة التى تدعمها الإحصاءات أن تحقق الأهداف كما هو مخطط له لا یحدث إلا فى أندر النادر لأن الكمال لله وحده

. كما أن الواقع یشهد أن هناك من حقق نجاحات باهرة فى الحیاة بدون أدنى تخطیط ولا تطویر ذات. لعلك تسأل الآن: ولمَ یتعب الإنسان نفسه ویخطط إذاً؟

ثم المتابعة والتقويم أول بأول