نصائح هامة من المتفوقين...
تقول ( ف. ن. ج ) طالبة فى مرحلة الليسانس بكلية العلوم، إن الخوف من الامتحانات يبدأ قبل موعد الامتحانات بشهر أو شهرين، ويكون هذا الخوف على قدر مدى الاجتهاد والمذاكرة طول العام، ويكون الارتباط بينهما ارتباطا عكسيًا، كلما زادت المذاكرة والاجتهاد، قل الخوف والقلق من النتيجة، وربما نحن طلبة السنة النهائية فى المراحل الجامعية يكون القلق عندنا كبيرًا يكاد يصل إلى طلبة الثانوية العامة؛ وذلك لمحاولة الوصول إلى أعلى تقدير تراكمى يتيح أمامنا فرص عمل جيدة، وخاصة أيضًا أن تقدير السنة النهائية يضاف أيضًا إلى الشهادة الجامعية ويسجل بها.
وتضيف ( ف.ن.ج ) إن مدى الخوف أيضًا يتغير حسب النظم التعليمية بالجامعة والكليات، فكلية العلوم مثلا تطبق نظام الساعات المعتمدة، غير كلية دار العلوم التى تطبق النظام التقليدي، وبالطبع فإن النظم الحديثة مثل الساعات المعتمدة.. وغيرها يكون القلق فيها أقل من غيرها؛ لأن درجات العام كله موزعة على مدى العام .
ويقول ( محمد محمود عبد الحميد ) طالب بالمرحلة الثانوية، إن الخوف من الامتحانات بالمرحلة الثانوية أمر كبير جدًا، ربما يتعدى مصطلح الخوف أو القلق إلى مصطلح الرعب الحقيقي..لأن الأمر يختلف بالنسبة للثانوية العامة عن أى مرحلة أخرى، فالامتحانات لدينا تتعدى مجرد النجاح أو الرسوب إلى تقرير المصير، مصير الإنسان طوال حياته، ( أى كلية سيلتحق بها؟ أم هل يكون طبيبًا؟ أم مهندسًا، أم مدرسًا، ) أم أنه لن يلتحق بكلية تمامًا.. ويكمل حياته بتعلم مهنة أو صنعة يسترزق منها فقط .
ويضيف ( عبد الحميد محمود ) طالب بالمرحلة الثانوية، إن الأمر فى الثانوية العامة يكون فى غاية القسوة عنها عن المراحل الأخرى، وخاصة لما يفرضه الأهل والأسرة من قيود صارمة، وقواعد شديدة من فرض المذاكرة الإجبارية، ووقف كافة أشكال التنزه والخروج أو مقابلة الأصدقاء، بل ربما يتعدى الأمر إلى منع الزيارات العائلية بين العائلات التى لديها طلبة فى الشهادات الثانوية، مما يجعل أمر المذاكرة أمرًا مفروضًا وقهريًا ويثقل كاهل الطالب، ويعرضه للضغوط النفسية الشديدة.
تقول ( ن. أ . ف ) ربة منزل، وأم لطالبين بالمرحلة الإعدادية، إن وقت الامتحانات فى البيت، يكون من أسوأ الأيام التى تمر فى العام، حيث تقوم الأمر بأكثر من دور فهى ( أم، وخفير، وراعية غنم ) - إن اقتضى الأمر، فالأمر يختلف عن باقى الأيام طوال السنة حيث يجب أن تقوم الأم بأكثر من دور خلاف دورها الطبعي، فهى خفيرة تجلس لتحرس أولادها وتراقبهم جيدًا، حتى لا يتشتت تفكيرهم أو مجهودهم بعيدًا عن المذاكرة، وأيضا مراقبة أصدقائهم معهم..وهل يأتون للمذاكرة معهم أم للعب واللهو سويًا؟ وراعية غنم أيضًا فكل ما يشغلها أيضًا فى تلك الأيام هى جمع أولادها وإجبارهم على التركيز على شيء واحد فقط لا ثانى له، وهو المذاكرة فقط.. وخاصة فى مرحلة الشهادة الإعدادية حتى يكرمهم الله تعالى ويحصلون على ما يؤهلهم لدخول الثانوية العامة.
تقول دينا علاء، باحث علوم نفسية بجامعة القاهرة، أن قلق الامتحانات يعترى الطلاب قبل أو أثناء الاختبارات الشفوية أو العملية أو التحريرية، فى جميع مراحلهم التعليمية.
وترجع قلق الامتحانات إلى عدة أسباب منها: أسباب شخصية، وتتمثل فى ضعف الثقة بالنفس والنظرة السلبية للذات، والعالم و المستقبل، بل ربما يكون الأمر تقليدًا لسلوك الأخرين المتمثل فى الخوف من الامتحانات أو معتقدات وأفكار سلبية عن الامتحان ونتائجه، أو الإحساس بالعجز واليأس،
وضعف الدافعية وسوء تنظيم الوقت، وعدم اتباع جدول جيد للاستذكار، وعدم الاستعداد الكافى للامتحان، والتأخر الدراسي، أو ربما الإصابة ببعض الأمراض العضوية، مثل الصداع، والسكر، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
وهناك أيضًا بعض الأسباب الأسرية مثل الضغوط الزائدة من قبل الأسرة لتحقيق أفضل معدلات معتقدين أن الضغط على الطالب يجعله يحصل على درجات مرتفعة، أو أن تقوم الأسرة معه باتباع أساليب تنشئة اجتماعية غير سوية مثل دعم الخوف من الامتحانات، أو عدم استخدام أساليب الثواب، وعقد المقارنات الخاطئة بين قدرات الابن وإخوانه وأقاربه وجيرانه، وعدم المتابعة الأسرية لمذاكرة الطالب وسوء البيئة الفيزيقية، مثل ( الإضاءة والتهوية التى يذاكر فيها الطالب،
وعدم وجود التهيئة النفسية والتشجيع المستمر للطالب من قبل الأسرة للمذاكرة، وعدم تشجيع المعلم للطالب والترغيب فى العملية التعليمية؛
ولهذا فعلى الطالب أن يقوم بتنظيم أوقات الاستذكار، وأن يقوم بإعداد جدول يشمل الأيام التى تسبق الامتحانات، وأن يقوم الطالب باختبار نفسه فى الموضوع الذى ذاكره؛ للتأكد من مدى فهمه. وأن يختار الأوقات المناسبة لمذاكرة المواد التى تحتاج إلى حفظ، وألا يذاكر الطالب المواد المتشابهة، بل يضع فاصلاً بينها ولتكن بمادة أخرى. وعلى الطالب ألا يكثر من المشروبات المنبهة (الشاى والقهوة والمشروبات الغازية). وحسن اختيار الأماكن المناسبة، والجيدة التهوية والبعيدة عن أماكن النوم.
ويضيف الدكتور، حازم راشد، أستاذ مساعد مناهج وطرق تدريس بجامعة عين شمس، أن العملية التقويمية فى مصر لا تتعدى أكثر من قياس قدرة الطلاب على الحفظ والاستظهار، ولا تخرج إلى قياس قدرات الطالب الفكرية العليا، حيث إنها لا يجب أن تخرج من الكتاب المدرسي،
نتيجة تتبع النظام التقليدى فى عملية التعليم القائمة على التلقين من المعلم فقط، ولهذا فإن هذه الامتحانات لا تقيس المستوى الحقيقى للطلبة، ولا تعطى النتائج الحقيقية عنه، ولهذا يجب أن تكون هناك مؤشرات وأدوات أخرى فى تقييم العملية التعليمية والاختبارات التحصيلة للطلاب،
وألا يتعدى الامتحان النهائى كونه جزءًا من العملية التقويمية الشاملة، وإذا كانت الامتحانات جزءا مهمًا فالاقتصار عليها وحدها عملية خاطئة.
ومن هنا يجب أن نخرج من نظرية الورقة والقلم إلى المشاركة الفعالة فى عملية التعلم كلها، والقائمة على المشاركة الفاعلة بين الطالب والمدرس، وبين الأنشطة العملية المكلف بها الطالب طوال العام، والتى تدخل فى تقييمه الدراسى نهاية العام، كأن يطلب المعلم من تلميذه كل شهر تلخيص كتاب فى التخصص، أو إجراء البحوث الخادمة على موضوع التعلم.
أو كتابة المقالات البحثية بصورة دورية. ومن هنا لابد لنا من إدخال أساليب جديدة فى العملية التعليمية، مثل ( ملف الإنجاز) وهو ما يقوم على القياس الفعلى لما قام به الطالب من أنشطة ومشاركة فعالة داخل العملية التعليمية طوال العام وليس الاقتصار على الاختبار النهائى فقط والمحاسبة عليه،
كأن يطرح المعلم بداية كل شهر موضوعًا بحثيا أو نشاطًا، ويكلف الطلاب بتنفيذه وتضاف درجات له على درجات نهاية العام، وهذا الملف هو ما يُرى من خلاله المتعلم من أول شهر دراسى إلى نهاية العام،
ولكن لتطبيق هذه الأساليب لا بد من توافر الإمكانات المادية داخل الفصل، وعلاج مشكلات العملية التعليمية مثل تكدس الفصول بالطلاب، وقلة الموارد المالية، وعدم توافر الإمكانات المادية والتكنولوجية المناسبة لعملية تعليمية جيدة.
جدول للمذاكرة (إختبر ذاتك أولآ واختار الوقت المناسب وأفصل بين المواد المتشابهة هوالحل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة