الصراع النفسى فى القرآن الكريم

أسرة وطفل
طبوغرافي

هى حالة يمر بها الإنسان حينما لا يستطيع إرضاء دافعين معا أو عدة دوافع، وهى حالة نفسية مؤلمة يشعر بها الإنسان وذلك لوجود رغبات ونزعات وحاجات لا يمكن تحقيقها معًا أى يوجد لديه دافعان، ويريد إشباعها فى وقت واحد ويؤدى إلى التوتر الانفعالى والقلق واضطراب الشخصية.

والصراع النفسى يتعرض له الكثير من الناس عندما يتعرضون لمواقف معينة، ويكون صعبًا عليهم الاختيار فيتعرضون لصراعات نفسية فالطالب يمر بحالة صراع نفسى حين يكون عليه ضغط نفسى حين يختار الكلية التى سيذهب لها أو الموظف حينما يقدم على وظيفة يلتحق بها أو الشاب حينما يختار فتاة للزواج أو الطفل حينما تعرض عليه من الألعاب الكثير ليختار منها لعبة .

فالإنسان يتضمن فى شخصيته صراعات عديدة منها الصفات الحيوانية التى يريد إشباعها من أجل حفظ الذات لبقاء النوع وأيضا الصفات الملائكية المتمثلة فى النقاء الروحى على معرفة الله تعالى وعبادته وقد يحدث بين هذين الجانبين فى شخصية الإنسان صراع.

ويشير إلى هذا القرآن الكريم { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) } [ النازعات ].

وهذا هو الصراع بين ما تميل إليه النفس إلى المغريات الحيوية والملذات والمقاومة التى تنحرف به بعيدًا عن الحياة المستقيمة والذى وضعه الله تعالى لعبادته، قال تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}[ الأعلى ]
فضعيف الإيمان بالله تعالى قد تجد نزعاته وميوله شيطانية ومادية، وهى تقوده بالطبع إلى طريق الهوان وإلى طريق لا يحمد عقباه.

أما قوى الإيمان فإن هذا الإيمان سينعكس على سلوكه الإيمانى فى الحياة؛ فيصبح عنصرًا إيجابيًا من قبل الخير والبر والإحسان بالآخرين، وأصبح عضوا فاعلا لنفسه وغيره فى المجتمع الذى يعيش به.

ومن هنا ندعو كل مسلم ومسلمة أن يقوى علاقته بخالقه، وهذا له تأثير كبير فى جلب الخير للإنسان فقد يختبر الله تعالى عبده ليظهر حمده أو كفره أو رضاه وسخطه. فإن لله تعالى ألطافًا خفية فيما يراه الناس مصيبة فكم من فاشل من موقف من مواقف الحياة فتح الله أبواب الرزق له من حيث لا يحتسب، فالله سبحانه وتعالى يصرف أمور الناس على حيث ما يريد ولا تقاس العطايا الإلهية بالمكاسب الدنيوية.

إن الله تعالى يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولكن لا يعطى الدين إلا لمن يحب، فعليك أخى المسلم أن تبذل أقصى جهدك فى عملك ودراستك وعلاقتك بالآخرين وفى عمل الخير.. واترك الأمر لله تعالى وحده، كما ورد فى الحديث الشريف عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ، فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ”.