صرح خيرى عبد الدائم، نقيب الأطباء، بحدوث عجز فى أعداد حضانات الأطفال، بسبب القرار الذى أصدرته الحكومة، بإغلاق المستشفيات التابعة للجمعية الشرعية، وبعض الجمعيات الخيرية، وقال عبد الدايم، “إن مصر تواجه نقصا كبيرا فى حضانات الأطفال المبتسرين، وأن نسبة الحضانات المتوفرة منها أقل من ثلث المطلوب فعليا، وكثير منها لا يعمل بسبب نقص طواقم التمريض الكافية”. وأكد “نقيب الأطباء” أن الواسطة تعلب دورا كبيرا فى نجاح الأهالى فى العثور على حضانات لإنقاذ أبنائهم، مؤكدا أن الجمعية الشرعية والجمعيات الأهلية كانت تملك حضانات تفوق ما تملكة وزارة الصحة نفسها.
كما كشفت أزمة وفاة الأطفال حديثى الولادة داخل الحضّانات عن كارثة كبيرة تهدد حياة آلاف الأطفال سنويا بسبب نقص الحضانات وإن وجدت فهناك نقص فى الإمكانات وعدد الممرضات ونقص آخر فى الكفاءات، وتبدو المشكلة أكثر تعقيدا خاصة إذا عرفنا أن 10% من الأطفال حديثى الولادة يحتاجون إلى حضّانات وقد تصل النسبة إلى 200 ألف طفل سنويا يحتاجون إلى أياد مدربة للتعامل معهم وعندما تحاول التعرف على حجم الكارثة عن قرب فيجب أن تعرفها من أصحابها «الأباء والأمهات» الذين يتجرعون الذل وهم يطوفون على المستشفيات فى محاولة قد تكون أحيانا يائسة قبل موت أطفالهم.
تقول إحدى الأمهات بمحافظة الإسماعيلية أنجبت أربعة أطفال توائم وكانوا يحتاجون إلى حضّانات ونظرا للعجز الشديد الموجود تم توزيع الأطفال على أربع حضّانات فى 4 محافظات. وتقول أسماء محمد إحدى الأمهات: عندما أنجبت طفلتى «جنا» قالوا لى لابد من وضعها فى حضانة ولا يوجد مكان خال فى المستشفى فبدأ زوجى رحلة البحث الشاقة لإيجاد محضن خال. وفى النهاية دفعنا مبالغ طائلة فى أحد المستشفيات الخاصة حيث إنه كان من المفترض أن تظل الطفلة فى الحضانة لمدة شهر وكان اليوم الواحد يتكلف 1500 جنيه فمن يستطيع أن يدفع مثل هذا المبلغ لذلك استمر زوجى فى البحث وانتظرنا حتى تم إخلاء مكان فى أحد المستشفيات الحكومية.
ويقول محمد إسماعيل من السويس: إنه عندما انجبت زوجته ابنته «آية» اكتشف أنها تعانى من مياه زائدة على المخ وكانت تحتاج إلى إجراء عملية جراحية كبيرة وهذا يتطلب أيضا وضعها فى الحضّانة لفترة طويلة قبل وبعد العملية ولأن ابنته خاضعة لنظام التأمين الصحى تم وضع ابنته من مستشفى تابع للتأمين وتم البحث عن مستشفى فى القاهرة يكون قادراً على إجراء مثل هذه العملية الصعبة وبالفعل وجدنا المستشفى ولكن لم نجد حضّانة خالية فى أى مستشفى بالقاهرة واستمر هذا الوضع لمدة شهرين لا نستطيع الحصول على حضّانة حتى توفيت ابنتى آية.
يقول الدكتور نادر الجناينى أستاذ طب الأطفال حديثى الولادة: إن نسبة الأطفال المبتسرين زادت من الأعوام الماضية وذلك بسبب الأمراض المزمنة والوراثية مثل أمراض القلب والسكر ولأن مريضة السكر الحامل غالبا ما يولد ابنها بسكر سواء بنسبة عالية أو منخفضة بالدم وذلك بسبب سوء التغذية. مشيرا إلى تناول بعض الأدوية المنشطة التى تباع بالصيدليات بدون استشارة الطبيب والتى أدت إلى ولادة التوأم والتى تجعل الطفل عرضة لعدم اكتمال أجهزته كما تؤدى إلى نقص وزن الطفل حديث الولادة وتسبب أيضا إصابة المولود بالضعف العام.
لذلك أكد الجناينى على ضرورة توعية الحوامل منذ بداية الحمل وضرورة متابعة الأمهات أثناء الحمل مع الأطباء المتخصصين لأن ذلك يقلل من المخاطر واحتياج الطفل للحضّانة. ويضيف الجناينى أنه مع هذا التزايد يوجد عجز فى الحضّانات هذا بالإضافة إلى نقص التمريض فى المستشفيات الحكومية وذلك بسبب ضعف رواتبهم هذا على عكس المستشفيات الخاصة الاستثمارية التى تجذب فريق التمريض إليها.
ويضيف الدكتور سامى الشيمى أستاذ الأطفال حديثى الولادة جامعة عين شمس أن 10% أى حوالى 200 ألف طفل سنويا يحتاجون حضّانات مقارنة بعدد الحضّانات الموجودة من مصر والذى يتراوح ما بين 5 إلى 8 آلاف حضّانة فقط. وبالتالى فإن نسبة العجز كبيرة فى عدد الحضّانات. مشيرا إلى أن المستشفى يحتوى على أربعين حضّانة وأنه خلال شهر تقريبا تصل إلى 60 حضّانة إلا أن العدد ما زال غير كاف.
وتطرق الشيمى إلى تكلفة الحضانة الواحدة والتى قد تصل إلى نصف مليون جنيه وتلك تكلفة الصندوق الزجاجى بأجهزته التكميلية من أجهزة تنفس صناعى والذى يصل سعر جهاز الصناعى الواحد إلى ربع مليون جنيه هذا بالإضافة إلى أجهزة المحاليل وأجهزة الغازات الطبية التى تستخدم لمساعدة هؤلاء الأطفال فى الحصول على صحة جيدة وتوفير الأمان الكامل ومنع حدوث أى مضاعفات وذلك لأنهم يعانون من ولادة مبكرة أو نقص تكوين بعض الأجهزة فى أجسامهم. وأكد الشيمى أنه فى أغلب الأحيان تملأ كل الحضانات الموجودة بالمستشفى ويتم تحويل بعض الحالات البسيطة التى تعانى من نقص فى النمو أو الصفراء إلى مستشفيات أخرى، أما الحالات المعقدة والتى تحتاج لإجراء عمليات كبيرة فى القلب أو المخ أو الصدر أو البطن نتيجة للعيوب الخلقية التى ولدت بها هذه الحالات تبقى فى المستشفى وتعطى لها الأولوية فى الحجز.
وأكد الشيمى أن متوسط الإنفاق على حضانة لطفل واحد يكلف المستشفى ألف جنيه يوميا يتحمل منها التأمين الصحى 100 جنيه فقط والمستشفى أو الدولة تتحمل الباقى وهو يمثل عبئا كبيرا على المستشفى.
الحضانات وطواقم التمريض لا تكفي لـ...200 ألف طفل يحتاج إلى الحضانات سنويا..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة