الغذاء المتوازن بوابة الصحة لأطفال المدارس

أسرة وطفل
طبوغرافي

يمدنا الغذاء جميعاً مهما كانت الفئة العمرية التي ننتمي إليها بكل ما نحتاجه من طاقة تساعد على القيام بأنشطة الجسم المختلفة، على إعتبار أن الغذاء هو أهم متطلبات الإنسان ويلعب دوراً في دعم القدرة على التركيز والقدرات الذهنية الأخرى والذي جعله الله تعالى متوفراً حولنا فى أشكال كثيرة لا حصر لها وأنواع لا تنتهي، ولكنها فى النهاية مجموعة ثابتة من العناصر تسمى العناصر الغذائية الأساسية التي نعلمها جميعاً وهي الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن والماء. ولكل من هذه العناصر فائدة تمنحها لجسم الإنسان ولكن إذا حدث نقص فى أحد هذه العناصر فإنه يؤدى إلى حدوث العديد من الأمراض وهو ما نحاول جاهدين الحيلولة دون وقوعه خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالنا.

وتظهر آثار سوء التغذية بسهولة على الأطفال كشريحة مهمة من شرائح المجتمع يعكسون الوضع التغذوي للمجتمع ككل. يحتاجون الغذاء كوقود الحياة يمد أجسامهم الصغيرة بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو وبناء الأنسجة وصيانتها، وما التغذية السليمة المتوازنة إلا سبيلاً لتحقيق التوازن الغذائي فى الجسم المراد بناءه جيداً لقيامه بوظائفه ونشاطاته الحيوية بكفاءة عالية ولمقاومة العدوى والمرض والتمتع بصحة جيدة. وتتم تلك العملية عن طريق الحصول على المقررات اليومية التى يرجع لها عند تخطيط الوجبات الغذائية للأطفال. خاصة وأن هناك العديد من الدراسات الغذائية التى أجريت على تلاميذ المدارس أوضحت على سبيل المثال أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يعد من أكثر الأمراض إنتشاراً بين أطفال المدارس وهو ما يسبب بالتبعية قلقاً وضعفاً وإجهاداً للطفل ناتجاً عن قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد والبروتين، وكذلك المواد التى تزيد من إمتصاص الحديد من الأمعاء مثل V.C وV.E وله دوره البارز في تقوية الجهاز المناعي.

لذلك يجب علينا أولاً أن نقف على أهم المشكلات الغذائية التي يعاني منها أطفالنا في المدارس حتى نستطيع أن نقدم حلولاً ثاقبة وأود أن ألفت نظر كل أم إلى ضرورة ملاحظة أن يكون وزن الطفل في هذه المرحلة متمشياً مع المعدلات الطبيعية للسن والطول وذلك للتأكد بأن الغذاء يفي بالإحتياجات الغذائية فربما يعانى من السمنة فنعمل على إنقاص وزنه عن طريق تجنب إستعمال الطعام كحافز لتوجيه سلوك الطفل. إضافة إلى أهمية المتابعة الطبية للطفل في هذا الشأن لمعرفة سبب زيادة وزن الطفل إذا ما كان ناجماً عن زيادة حجم الخلايا الدهنية وهو ما يعرف بالتضخم، أو زيادة عدد الخلايا الدهنية. والمشكلة الحقيقة ليست في زيادة وزن الطفل كمظهر وإنما في أنه سيكون الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة عند البلوغ مع قلة الحركة وتبعات مرضية أخرى.

وعلى الأم أن تدرك أن معدة الطفل في هذه المرحلة صغيرة لا يستطيع تناول قدر كبير من الطعام في المرة الواحدة وبالتالي سوف يحتاج إلى عدد أكبر من الوجبات الأساسية اليومية ، إذ لابد من تناول وجبات خفيفة بينية لسد إحتياجاته من المغذيات المختلفة. مع البعد عن الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل المشروبات الغازية والبطاطس المقلية والحلويات بأنواعهم المختلفة والتي تتسبب في قلة إقبال الأطفال على تناول الطعام فى الوجبات الرئيسية التى تحتوى عادة على أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وضرورية لبناء أجسامهم بناءًاً سليماً. ومن المعلوم أن فقدان الشهية لدى الأطفال ينبع من نقص في الفيتامينات والمعادن المتوفرة بكثرة في الخضروات والفاكهة الطازجة.

ونستطيع أن نعطي لكل أم حريصة على أن تقدم لطفلها غذاءاً متكاملاً يؤمن له الطاقة أثناء فترة المدرسة مثالاً تستعين به إذا إعتبرنا غذاء الطفل في المدرسة وكأنه سلّة صحية مليئة بكل ما يحتاجه جسمه من طاقة وبروتينات وفيتامينات وغيرها من المواد الأساسية، فمثلاً الخبز أو البسكويت المالح أو الكورن فليكس لإمداد الطفل بالألياف، والألبان ومنتجاتها مثل الجبن لمصدر للبروتينات، المربّى أو العسل كمصدر للسكريات فالطفل يحب الأطعمة الحلوة غالباً، واحدة من الخضراوات كالطماطم أوالخيار أو الجزر أو الخس وثمرة فاكهة مثل الجوافة أو البرتقال أو التفّاح أو الكمّثرى، الموز، الخوخ أو كيس صغير من الفاكهة المجفّفة، ويفضّل أكل الفاكهة بقشرها لفائدتها وإحتوائها على الألياف ولإمداده بالسكر البسيط سهل الامتصاص.

ولإتمام عملية تقوية المناعة للطفل، هناك ضرورة للنوم الهادئ والمريح للطفل، فخلايا الجسم تتجدد فى أثناء النوم كما يرتفع معدل هرمون النمو الذى يساعد على تكوين البروتين الخاص ببناء الأنسجة ويقل معدل الهرمون الذى يسبب هدم الخلايا وتحللها، كما ثبت علمياً أن النوم العميق له تأثير إيجابى على الصحة العامة كذلك أن التغيير فى عدد ساعات النوم يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وفى سن قبل المدرسة يحتاج إلى 10 ساعات.

ومن أشهر الفاكهة التي ينصح بتكرار تناولها في فترة المدرسة لتقليل الإصابة بعدوى الأمراض المختلفة ورفع كفاءة الجهاز المناعي للطفل، التوت كمضاد للفيروسات وغنى بفيتامين سي والألياف، كما ينصح بتناول التفاح، الأناناس، البرقوق،العنب الأحمر البصل، الثوم، الخس والعسل الأبيض لما لهم من خاصية مقاومة للبكتريا والالتهابات ومضادات قوية للفيروسات فالثوم تحديداً بما يحتويه من مضادات الأكسدة والمركبات الكبريتية التي تخفض من نسبة الدهون والسكر في الدم كما أنه مصدر لفيتامين B والماغنسيوم ويحتوي على مضادات حيوية طبيعية تساعد على قتل الميكروبات. وهي أغذية متنوعة ومتوفرة وتجعل كل أم قادرة على تحصين أطفالها عن طريق الغذاء الجيد الذى يقوى مناعتهم وصحتهم في فترة المدرسة. إبتعاداً عن النتائج البحثية التي تشير مؤخراً إلى أن الضغوط النفسية والتغذية الخاطئة تؤثران بالسلب على قدرات الجهاز المناعي للجسم وتزيد من تكوين الشقوق الحرة التي تتلف الخلايا المناعية، وأن أفضل الطرق لبناء جهاز مناعي قوي هي التي تتم منذ الصغر.