عنوان الرجال، عُرس الأعمال، من تمسك بها صعد قمم الجبال، ومن ركبها حطم سلاسل الأقفال و الأغلال، ولمن غفل عنها عاش الذل والإذلال واضمحلال الفقر والإهمال، وتجرع الأهوال، خنوع وعدم إقبال وأحلام تغتال حسرة لنعيم زال وضياع أمال أجيال !
الهمة والعزيمة .. يا أبطال.أسمع وتدبر لما قيل : "قد نهضنا للمعالي ومضى عنا الجمود، ورسمناها خطى للعز والنصر تقود، فتقدم يا أخا الإسلام قد سار الجنود، ومضوا للمجد إن المجد بالعزم يعود " وليد ألأعظمي
نعم العزم مفتاح النجاح، وبالهمة نحيا الفلاح وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي علي قدر الكرم المكارم، وتعظم في عين الصغير صغارها، وتصغر في عين العظيم العظائم . أفي ذلك شك ؟!
أخي الكريم : إذا غامرت في شرف مروم فلا ترض بما دون
النجوم ، يرى الجبناء العجز عقل وتلك خديعة الطبع
اللئيم، وكل شجاعة في المرء تُغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم "المتنبي، أعلم أنه من طلب العلا سهر الليالي، فهمة وإقبال وعزة نفس وتدبر معي وتفهم أن المعالي لا تحسبها رخيصة وأن إدراك العلى هين سهل بل جد عمل وهمة وصبر جل
فتعالى للعزيمة والهمة طالباً، تعالى للقوة وحقاً من تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاها فيها محبب .قال الفاروق "لا تصغرن همتكم فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم" وهذا ابن القيم يقول"من علت همته وخشعت نفسه أتصف بكل خلق جميل ومن دنت همته وطغت نفسه أتصف بكل خلق رزيل "وأكدها الأمام علي كرم الله وجهه فقال" همم الرجال تزيل الجبال .
حب الهمة والعزيمة وذوق حلاوتها وأنعم بفضائلها وجد وهم وأخلع عنك ثوب الركون والفتور أتريد عيش العدم والقبور ؟!
جاهد وكابد وأتعب ولا تيأس وأطمح للمعالي –فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع يأس، قال العلي القدير "فأصبر كما .صبر أولو العزم من الرسل "فعلو الهمة خلق رفيع وغاية نبيلة تعشقها النفوس الكريمة ولا جدال، فأسمع وتذكر قوله الكريم "وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " .
تريد النصيحة ؟ أسمع قول الشاعر وتفهمه "لا يدرك المجد إلا سيد فطن بما يشق علي السادات فعال، لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال "
أحبائي .. بالهمة والعزيمة تحقق الأماني وتبدل الأحوال وتصان الأعراض فإن السماء لا تمطر ذهباً فدع الفتور وعش عيش الصقور تفتح ليك الأبواب- قالها عزام – قلت للصقر وهو في الجو عالي أهبط الأرض فالهواء جديب فقال الصقر : في جناحي وعزمي وعنان السماء مرعى خصيب "هذا الصقر فما بالنا ؟!
يا شباب الإسلام أعملوا وتعلموا واصبروا-العزيمة العزيمة ...فمن هاب صعود الجبال عاش ابد الدهر في الحفر، لا تخف ولا تيأس ولا تنكسر، جرب وأفشل وأنجح وأنهض كافح، خذ بالأسباب ولا تبالي فربا ضارة نافعة –أن مع العسر يسر قالها الحكيم العليم، بسواعدكم وهمتكم تبنى بلادنا ويعلو عزنا وتصان أعراضنا فهيا هيا للعزيمة والعزة والكرامة ..
بالهمة والعزيمة تتحقق الأماني وتبدل الأحوال
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة