الأستاذ/ شريف محمد شحاتة
الكاتب والداعية الإسلامي
أنت تملك الكثير من القدرات فابحث عن أخلاقك وفتش عن أهدافك
من خلال دراسة بسيطة تم حساب شخص بلغ من العمر 18 سنة فوجدوا أن الأب والأم يكررون على أذنه " 148 ألف مرة " لا لا.. أو لا تفعل أو لا تتحرك و " 400 مرة " فقط نعم أفعل! انظر إلى الفرق الشاسع والبون الرهيب. فذلك يولد للإنسان إحساسًا داخليًا تجتمع بين طياته أن للوالدين دورًا هائلًا في تربية الأولاد.. ويضرب لنا النبى صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام أنه يحث الأطفال على الإيجابية والشجاعة.. وأن يترك لهم سراح التفوق والتميز..
لا الكبت والتقييد ولا لمنع الحرية ووأد التفكير.. وكأنه آلة لا عقل لها.. افعل أو لا تفعل؛ وهكذا يسير من خلالها.. وينتهج نهجها..
فذاك مصدر للتحدث مع الذات يرسخ في الأذهان ما قاله لنا الآباء والأمهات.. وهذا قيد تستطيع التخلص منه ببدء صفحة جديدة.. وبناء أفكار من طراز جديد..
ولو كانت طبيعتك !!
فهناك من الناس من جُبل على الخسة وسوء الخلق؛ فتنهش هذه الطبيعة فى عظمه نهشًا؛ وتأكل فى رصيد أخلاقه أكلًا.. فينصرف عن محاسن الأخلاق بسيئها.. وعن فضائلها لمذامها؛ وخصوصًا إذا ارتقى بواقع حياته وسياسة نفسه فلا مقوم له إلا هو.. ولا مغير ولا مصلح له إلا هو.. فالبداية من عنده.. ونقطة التحول بين يديه.. فمن يستسلم لطبيعته السيئة؛ أو يخضع لظروف تربيته المنزلية السيئة..والبيت هو المدرسة الأولى الذى سيخرج منها الولد الذى يصير بعد عدة سنوات والدًا.. والبنت التى عما قريب ستكون أمًا.. فإذا تربى الولد فى المنزل على مساوئ الأخلاق؛ وسفاسف الأمور؛ وتربى على الميوعة والترف؛ فمن البديهى أن ينشأ ساقط الهمة؛ قليل المروءة؛ فهذه التربية تقضى على شجاعته؛ وتقتل استقامته ومروءته. وتذهب بتلابيب أخلاقه إلى الاندثار.
فيا أنتم.. يا أحباب: إنك ترث شكل معاملة والدك.. ومذهب سلوك والدتك معك.. فإذا كان الوالد سيئ الخلق؛ عديم المروءة؛ فإن ذلك الأثر سيلحق بالأبناء فى الغالب فمن أرخى يديه لطبيعته السيئة أو لسوء تربيته أو لتقصير والده ووالدته فى حقه فهم أموات غير أحياء.. وما يشعرون أيان يبعثون.. يا مغيث أغثنا
يهمون أحيانًا بفعل الجميل؛ والسعى للفضيلة؛ ثم ينكصون على أعقابهم.. لأن الظروف فى زعمهم لا تساعدهم؛ والمواقف لا تقف جانبهم.. فهم أبدًا فى ظروف قاسية؛ وهم أبدًا مشغولون " ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ".. فنعرف منهم من فى كل مجلس يعزمون على تحسين أخلاقهم.. وتهذيب سلوكهم؛ ولكن تفر الأيام وينهدم العمر كلما الزمن تقدم؛ وهم خامدون جامدون وكأنهم كتل من اللحم.. زاحمت الطريق.. وأناخت فى مبارك اللهو والأمانى فحياتهم حياة تافه بلا معنى ولا غاية.. وإذا مضت أمام أعينهم لم ترى فيها للأخلاق راية.. ولا للحياء شارة.. أما البيوت الصالحة والعقول الفاهمة تأبى ذلك لأنها ترسم على خطى الآية " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدًا "
وبرقية سريعة
واستلم برقية الماوردى عبر البريد السريع" هذب أيها الإنسان نفسك بافتكار عيوبك؛ فإن من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ "
فأين أثرك؟! وأين دورك؟ وأين رسمك؟
أريد أن ألقى بنظرك الآن لتختبر نفسك وتميز نظرتك وتنظر لداخلك؟
هل تغيرت؟ هل تحسنت؟
أخى.. إن الضال لا يهتدي حتى يبدأ بخطوة من نفسه.. وإن القابع في مكانة لن يبدأ بخطوة من نفسه.. وإن اليائس الحزين لن يفرح ويبدع حتى يبدأ من نفسه بخطوة.. وأن الواقفة التائهة لن ترشد وتتقن حتى تبدأ من نفسها بخطوة.. فثق في قدراتك.. ألم يهبك الله عقلا راشدا، وقلبا نابضا، وهمة عالية، وعزيمة ماضية.أنت تملكك الكثير، ولديك الخطوات.. وبين يديك القدرات أبحث عن أخلاقك وفتش عن مشربك.. ومن القلب السلام: لو كانت القلوب تهدى لأهديتك قلبى ولكنه ملك ربى فهل يرضيك فى الله حبى.
أين دورك في الحياة؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة