بقلم:
دكتور/ أحمدطقش
إعلامى ومدرب تنمية بشريةيدهشني للغاية كرم الغفور الغفّار جل جلاله مع عباده المستغفرين، بمجرد أن يحسنوا التوجه إليه بالإنابة، يغمرهم بمغفرته ورضاه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا.
نفعني ورفعني للغاية كلام الله العظيم جل جلاله في القرآن الكريم ، محكم السبك ، غزير المعنى ، قوي البنيان ، مسعد للإنسان ، منجح للأوطان ، مدخل للجنان .يعلمني تواضع النبي الأمي العربي الكريم الحليم عليه الصلاة والسلام ، في كل حياته الشريفة ... تواضع فقيرا ، وتواضع غنيا ، تواضع مقاتلا ، وتواضع منتصرا بعد أن دانت له الممالك وانطوى تحت ملكه معظم العالم القديم .
أثار محبتي واستغرابي أبو بكر رضي الله عنه ، بصدقه ، ثم بتصديقه، ثم بنزوله عن كل ما يملك لدين مالك الملك جل وعز.. دون أن يراجع حبيبه عليه الصلاة والسلام في أمر الإسراء و المعراج ، قال للمشككين : إن كان قد قال فقد صدق.أدهشني عمر رضي الله عنه ، بحلمه ، وبقوته في الحق ، وبقدرته العالية على الإنصاف ، أدهشني لندرته ، ولم يدهشني للمدرسة المحمدية الرائعة التي تخرج فيها ، والتي ليس غريبا عنها إخراج العظائم والمكارم والمفاخر .
أعجبني عثمان بن عفان رضي الله عنه ، بتجهيزه جيش العسرة ، وبكرمه اللا متناهي قبل وبعد هذا التجهيز، وبحيائه الشديد الذي بسببه حتى الملائكة أصبحت تستحيي منه.
وكان افتخاري بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، إمام البلاغة والإحسان والعرفان بقوله العلمي العملي العميق:
دواؤك فيك وما تشعـر .. وداؤك منك فلا تبصـر
أتزعم أنك جرمٌ صغـير .. وفيك انطوى العالم الأكبر
عالم عارف كهذا لن يصعب عليه اقتلاع باب حصن خيبر .أعجبني عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه و أرضاه ، في كل كلمة قالها ، وفي كل فعل فعله، وفي كل دمعة بكاها من خشية مولاه ، وفي كل نفحة عطر أخلاقي راق فاح عطرها بسببه في العالم الإسلامي ، بل في كل العالم : إن يصلح الراعي ويتقي ربه تخشى الذئاب ربوعه وحماه.
وعندما هجم أحد الذئاب على شاة فأكلها ، قالوا : والله نحسب أن عمر ابن عبد العزيز قد مات، ذهبوا تأكدوا فوجدوا أنه قد تم تسميمه ، ثم مات، بعد أن أمر بمسامحة من سممه، ورد أجرة هذا الاغتيال إلى بيت مال المسلمين..
أعجبني صبر ابن تيمية ، وقوته في قول الحق و المدافعة عن الصواب ، و عدم لينه في مجابهة الانحرافات ، وعدم خشيته في الدين لومة لائم .
أعجبني حسن التلمذة عند ابن القيم، ومنافحته عن أستاذه ، وصبره على المكاره ، وتواضعه الجم، وتصنيفه للكثير من المفاهيم العلمية بطريقة مبسطة.
أعجبني الإمام محمد متولي الشعراوي، بموسوعيته الكبيرة، وبغزارة أخلاقه الفاضلة التي أكسبته محبة ملايين القلوب ، وبتواضعه الدائم ، وبانصرافه نهائيا عن النزاع الذي كان قائما بين الطوائف و المذاهب و التيارات و الأديان.
أعجبني كل زوج لا يضرب زوجته تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ( ما ضرب امرأة قط ) صحيح مسلم 2823 .
أعجبني تصرف كل زوجة تصبر على زوجها ولا تدفعه أن يفكر في ضربها لا بالكلمات ولا باللكمات .
أعجبني كل تاجر صدوق أمين ( مع النبيين والصديقين والشهداء ) رواه الترمذي.
أعجبني كل داعية قديم لا يقلل من جهود الدعاة الجدد، ويوظف وسائل الاتصال القديمة والجديدة في خدمة الدعوة إلى دين الله العظيم .
أعجبني كل إنسان محترم يصل الليل بالنهار كي ينشر الخيرات في شبكات التواصل الاجتماعي ، يوزع الدرر و النفائس ، بعد أن ينشر أولا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ...
أعجبني الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له ( مع السفرة الكرام البررة ) صحيح البخاري .
أعجبني كل مدرس يقظ الضمير ، يقدم كل ما لديه من معلومات بكرم وأريحية ، كي لا يجبر أولياء أمور الطلبة على دفع أجور إضافية للدروس الخصوصية .
أعجبني كل من صلى وصام واستقام ، واتبع خير الأنام عليه الصلاة والسلام، راغبا عن المخالفات ، راغبا بجنات القربات ، حافظا لسانه ، صائنا عرضه وعرض جيرانه ، كاتما للأسرار ، ناشرا للأنوار، مستغفرا بالأسحار .
أعجبني كل من قرأ هذا الكلام وعممه إن رأى فيه خيرا، وأخفاه إن رأى فيه غير ذلك .
أعجبني..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة