بقلم الدكتور /محمد السيد
محاضر فى تطوير الذات
الكراهية طبيعة إنسانية، خلقها الله عز وجل في نفس كل إنسان، ولكنه عز وجل أعطانا القدرة على التحكم فى هذا
الشعور، حتى لا نستعمله استعمالًا سلبيًّا يغضب الله عز وجل، وإليك أخى الحبيب بعض الخطوات التى تساعدك في التخلص من مشاعر الكراهية السلبية.
من يريد التخلص من مشاعر الكراهية السلبية التي في نفسه تجاه شخص آخر يمكن أن يتبع الخطوات التالية:
1) أن يستحضر في ذهنه أكبر قدر من الصفات الإيجابية في الشخص الآخر مثل: الكرم، والصدق، والرحمة، والإيثار ويتذكر مواقف معينة كان ذلك الشخص يتحلى فيها بتلك الصفة ويقرِّب الصورة من ذهنه ويجملها.2) ينتقل إلى موقف آخر أو صفة أخرى حتى يشعر بقوة مشاعر إيجابية نحوه وفي ذروة مشاعره، يلتفت وينظر إلى الشخص الآخر فتقترن عندئذٍ صورته بالشعور الإيجابي وتزول بذلك المشاعر السلبية.
3) تكرار العملية مرات أخرى كلما وجدت نفسك في مشاعر إيجابية أقوى ولا يلزم أن يكون الشخص الآخر سببًا فيها، لكن! إن كان هو السبب فخير وخير.
4) غيّر تركيزك: إذا شعرت بالغضب أو التعب، انظر إلى السماء أو إلى أرض خضراء أو إلى السقف، وإياك أن تنظر إلى من تحب فتقترن صورته بتلك المشاعر فتجدها تنبعث دون طلب والعكس كذلك.
لو نظرت إلى شخص ساعة سرور يصبح رؤيته مبعث سرور، ولا يلزم وجود شخص فقد يصبح المكان مبعث حزن أو سرور، بسبب موقف قوي رسخ في الذهن..
5) الأعراض: تريد فائدة أخرى يقول الله جل وعلا: (فأعرض عنهم وقل سلام) ولو تتبعت الآيات التي تأمر النبي بالإعراض لحصلت على فوائد جمة. إن الله لم يأمر مريم بأكل التمر حال المخاض إلا لفائدة كشفها الطب الحديث، وكان العلماء يقولون لو علم الله شيئًا أنفع لمريم حال المخاض من التمر لدلها عليه.. وأنا أقول الله لم يأمر النبي بالإعراض وهو (صد الوجه) عبثاً.. ولم يأمرنا بالتأسي به إلا لرحمته بنا وتلك الرحمة ينالها المتدبرون.
-الباحثون في البرمجة العصبية اكتشفوا هذا السر فيما يطلق عليه الرابط البصري.-وما يقال عن الصورة ينطبق على الصوت كذلك أليس صوت المدفع مخيفًا وكذلك المتفجرات، لأنها مقترنة بالحرب والقتل، لكن صوت مدفع الإفطار في رمضان مُفرح، وأصوات الألعاب النارية لا تحدث أثرًا مخيفًا لمن أعتاد أن يلهو بها، وينطبق نفس الشيء على الروائح فبعض الناس يتضايق من بعض الروائح التي اقترنت بشخصٍ سببت له ألماً (الذاكرة تتحرك بهدف حماية الإنسان لا شعوريا)، العطر لا ذنب له ولو استخدمه شخص نحبه ويحسن إلينا والتقينا به بكثرة (لم نلتق خلالها بالشخص المسبب للألم) لأصبح العطر سبب سرورنا وابتهاجنا ولو استخدم الناس عطراً واحداً لما أصبح للعطر تأثير في هذا الجانب لا عجب حين يهدأ الأطفال إذا قربنا إليهم ملابس أمهاتهم..!
كذلك جميع الكائنات الحية، خلقها الله سبحانه وتعالى بهذه الفطرة، فالحيوانات الصغيرة ترتاح لرائحة أمهاتها لاقترانها بزوال ألم الجوع، والشعور بالاطمئنان، بينما نشعر نحن بالأذى من بعض الروائح، حتى وإن كانت تمثلت في العطر وطيب الزَّهر، وإذا عُرف السبب بطل العجب، وأنا أتساءل:
لماذا يستر السخاء العيوب مثلاً؟!-لأن صورة الشخص وصوته ورائحته وكل ما يتعلق به ستقترن بمشاعر سارة مرات ومرات.
6) عوّد عقلك أن يحب لا يكره، وأن يكتسب لا يخسر:
- فقد ثبت أن الحب والكراهية مسئولية المخ بخلاف ما يرسخ في أذهان معظم المحبين، أن القلب هو المسئول عن مشاعر الحب أو الكراهية، فالقلب ليس له علاقة بالحب أو المشاعر الإنسانية، وإنما تؤول المسؤولية في هذا الأمر إلى المخ، وهذا ما اكتشفه علماء بريطانيون، أن السر في حب أشياء معينة دون أخرى، هو مسئولية مراكز المخ التي تتكون فيها مشاعر الكراهية لدى الإنسان قبل أن تظهر على سلوكه.- وأشار الباحثون إلى أن الشعور بالكراهية ينشط مراكز أخرى لمشاعر متقاربة مع الكره مثل: الخوف، والغضب، ولكن الكراهية تشاطر الحب مركزين من مراكز المخ، وتوصّل علماء الأعصاب إلى أن مركزاً في المخ يعرف باسم "بوتامن" والمنطقة المعروفة باسم "انسولا" ينشطان عندما يساور الإنسان شعور بالحب أو بالكراهية، وأوضحوا أن مركز "بوتامن" يمهد لحركات الإنسان وليس عندما يصادف الإنسان شخصاً يكرهه فحسب، ولكن! أيضاً عندما يظهر المنافسة على الشخص المحبوب، أما منطقة "انسولا" فإنها تنشط كرد فعل على الإثارة المقلقة، مما يمكن تعبيرات وجه المحب أو وجه الكاره؛ أن يمثل هذه الإثارة حسبما أشار العلماء، كما تنشط مشاعر الكراهية مراكز أخرى في المخ إلى جانب المركزين المذكورين، وهذه المراكز على صلة بالمشاعر العدائية أيضًا.
- واستطاع العلماء باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي مراقبة ردود الفعل في مخ (17) شخصًا من المشاركين في التجارب عندما كانوا يشاهدون صورًا لأشخاص محبوبين لديهم وآخرين يكرهونهم، أن لديهم وغالبًا ما كان هؤلاء المكروهون محبوبين سابقين أو منافسين في المجال الوظيفي.
- واستخدم الباحثون صوراً محايدة بالنسبة للأشخاص المشاركين في التجربة للمقارنة بين ردود أفعالهم لدى رؤية المكروهين، وردود الفعل لدى رؤية الأشخاص العاديين.
- وقام الباحثون أثناء الإعداد للتجربة بتقييم درجة كراهية هؤلاء الأشخاص لأصحاب الصور، وصنفوا هذه الكراهية حسب مؤشر خاص يبدأ من صفر إلى (72) نقطة، فوجدوا أنه كلما زادت نسبة الكراهية لأصحاب الصور كلما زاد نشاط مراكز المخ المشار إليها عند تصوير المخ، ويرى العلماء أن نتائج هذا البحث يمكن أن تساعد في التعرف على دوافع الجريمة.
كيف نتخلص من الكراهية؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة