من يوميات عيد سعيد

تنمية بشرية
طبوغرافي

 

بقلم:

الإعلامي الدكتور/ أحمد طقش

أغسل بفرحي القلوب، وأملأ بخيراتي الجيوب، أنا العيد السعيد الحبيب الودود، أيتها الفراشات الملونة طيري بأمر من حناني، أيتها الحساسين الشفيقة زغردي بوحي مني لكل القلوب المتصالحة، أيتها الجداول الرقراقة اسقي الحناجر العذبة التي تصدح : الله أكبر الله أكبر الله اكبر. الله أكبر ولله الحمد.

جئتكم يا أصحاب الصيام الحقيقي، كي أزيد أنوار وجوهكم وقلوبكم، هأنذا عدت يا بررة الوالدين، أوافيكم مجددًا يا عباد رب الفلق كالصبح المنير وجهي، كالثلج الأبيض نقائي، كرحمة أمهاتكم نيتي، الله العظيم الحنون أرسلني بل أمرني أن أقبل كل الشفاه التي ظمئت في رمضان، الله المتفضل جبار الخواطر أمرني أن أُلبس جديد الثياب كل الفقراء والمساكين، الله الكريم الكريم أرسل معي دعوة سرور لكل المسرورين ولكل الحزانى في آن معًا، اِمسح يا ضوئي الأكدار، أضحِك يا فرحي الأفواه، كفكف يا اخضراري دموع المتحسرين.

أنا العيد السعيد شكركم المديد لله، وإنصاف غنيكم لفقيركم، ونهاية لخضوعكم في صيامكم الجميل، وبداية لانطلاقكم الجميل أيضًا بعده. أنا ساعة نسيان المكابدات والمضرات والأوجاع. أنا أرجوحة أطفالكم، وتنفس صعدائكم، ورحمكم المعلقة بعرش الرحمن.

ما أحلاني غاسلًا لكروبكم،

ماسحًا لدموعكم،

راقصًا معكم على أنغام جودكم وبركم.

أنا هدية غاضِّي البصر، وقبلة الصابرين، وبشارة الصائمين القائمين الذاكرين الشاكرين.

أنا عطية المستحقين وجائزة المتعبين وحلوى المخلصين. أنا البهجة الحقيقية أنا أمكم وأبوكم، أنا خادمكم الأمين.

هيا افرحوا معي بالرضوان، وتواصلوا مع إخوانكم كرامة لعيوني الجميلة، وأكرموا الأضعف منكم كي أسبغ عليكم سكينتي طيلة العام.

هنيئًا لمن عرفنى، هنيئًا لمن رآني، هنيئًا لمن استحقني.

يرسلني الملك مرتين كل عام كي أنظف القلوب والوجوه والنوايا.

أهبط داخل أفئدة الراحمين الزاهدين المعترفين بالفضل لصاحب الفضل سبحانه وتعالى:

{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}  (يونس58 )