استخرج العملاق الذهبيّ من داخلك

تنمية بشرية
طبوغرافي

 

توقّف عن دفن نفسك بالطين.. عميقًا فى داخلنا عملاق ذهبى ينتظر أن يشع من خلالنا، إلا أن الكثير من الأفراد يسيرون فى الحياة دون أدنى فكرة عن القوة الحقيقية التى يمتلكونها. هم يعيشون حياة أقل بكثير من مقدراتهم وإمكاناتهم .. والأسوأ أنهم يعتقدون أنهم فاشلون ولا أهمية لهم فى هذه الحياة، بل وضعفاء, هم يعتقدون أن النجاح والسعادة أمران خارج نطاق سيطرتهم، هم يعتقدون أن حياتهم لا تعدو أن تكون ألمًا مركبًا وأنه ليس باستطاعتهم القيام بأى شيء لتغييرها..

الآن، قد تقول (ولكنك لا تعرفني، أنت لا تعانى من المشاكل التى أعانى منها، أنت لا تعرف كيف تربيت، ولا تعرف كثيرًا عن بيئتي), نعم يمكنك أن تقول هذا، إلا أنه لسوء الحظ كلما قلت هذه العبارات كلما زدت من الطبقات الطينية التى تغطى جوهرك الذهبي.

دعنى أعطيك فكرة عن القوة الذهبية التى تمتلكها, لديك عينان تؤهلانك لتمييز عشرة ملايين لون على الفور.. عندما طور إيدوين لاند آلة التصوير البديعة البولارويد، كانت مقدراتها محدودة، بالرغم من كونها ثورة فى عالم التقنيات، فلكى تخرج لونًا واحدًا عليك أن تمضى ساعة كاملة، أما أنت فيمكنك تمييز 10 ملايين لون فى الحال!

أنت تفتح عينك وتغلقها فى اليوم 17.000 مرة، وهذا يحمى عينك من الجفاف ويبقيها رطبة، وبذلك تبقى الرؤية لديك واضحة. يدق قلبك فى اليوم 100.000 مرة ليضخ أكثر من 6.000 لتر من الدم. لو أنك وضعت شبكة الأوعية الدموية التى تنقل الدم على شكل خط مستقيم موصول فستحصل على وعاء بطول 60.000 ميل. لو وضعت كل عضلاتك معًا وجذبت باتجاه واحد فيمكنك أن تجذب 25 طنًا. وكما يقول إيرل نايت أنغل فى كتابه “القيادة فى الميدان “:” لو وصلت الطاقة التى تمتلكها إلى أحد البلدان، لتمكنت من توليد الكهرباء لمدة أسبوع كامل”. كل هذا يحدث عندك أوتوماتيكيًا، حتى أنك غير مضطر للتفكير بهذا. كل هذا والكثير غيره، يحدث من خلال شيء متناهٍ فى الصغر وهو “الدماغ”.

يقول الدكتور إيريك تشودلر من قسم التخدير فى جامعة واشنطن: “يمتلك هذا الدماغ أكثر من 100 بليون خلية عصبية ولو أنك وضعت هذه الخلايا بشكل خط مستقيم متواصل فسيبلغ هذا الخط من الطول 100 كم؛ وإذا رغبت أن تقوم بعدّ هذه الخلايا واستغرقت كل خلية ثانية واحدة، فسيستغرق عد المجموعة 3171 سنة لعدّ 100 بليون خلية.. بمقدور الدماغ أن يستقبل 2 بليون معلومة فى الثانية وأكثر من 60.000 فكرة فى كل يوم. كل واحدة من هذه الأفكار أسرع من سرعة الضوء والتى تبلغ 180.000 ميل فى الثانية.

لذلك عندما يقول أحدهم “لا أستطيع”، أقول: “ الحقيقة هى أنك لا تريد، ولكنك تستطيع”. نعم أنت قوى جدًا، فى كل يوم نحن نكتشف شيئًا جديدًا حول مدى قوتنا، أنا أعتقد جازمًا أن كلًا منا يمتلك القوة ليكون ما يريد ويفعل ما يشاء فى الحياة عندما نقرر أن نزيل الغبار عن العملاق الذهبى القابع فى داخلنا. والآن دعنى أسألك:

ألم يحن الوقت المناسب لتستخدم إمكانياتك الحقيقية فى حدها الأعلى؟ • ألم يحن الوقت لتصبح الشخص الذى تريد أن تكونه؟ • ألم يحن الوقت لطرد العواطف السلبية وتستشعر السعادة الحقيقية؟ • ألم يحن الوقت لتحدث تغييرًا فى حياتك وحياة من تحبهم؟ • ألم يحن الوقت لتقول: “الحمد لله على جميع النعم التى أنعمها علي، أعدك يا الله أن أستخدمها بكل ما أوتيت من قوة”؟

ألا تعتقد أن الوقت قد حان؟ انضم إلى فى هذه الرحلة الرائعة، الرحلة التى غيرت مجرى حياتى وحياة الآلاف من الأشخاص الذين شاركتهم معرفتي، رحلة اكتشاف العملاق الذهبي، رحلة اكتشاف أسرار القوة الذاتية.

عزيزى القارئ: فى الحلقة القادمة من سلسلة مقالات أسرار القوة الذاتية نبدأ مع الدكتور إبراهيم الفقى بالسر الأوّل “قوّة المعرفة” فحتى ذلك الحين دمتم مؤمنين عاملين متجدّدين.