الإتيكيت.. منهج إسلامى أصيل

تنمية بشرية
طبوغرافي

 

الدكتور /حسام الدين أمين

المحاضر الدولى بأكسفورد- لندن

إن تطبيق مبادئ الإتيكيت والبروتوكول دليل أكيد على احترام النفس البشرية وتقديرها ، هذه النفس التى فضلها الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات حيث قال سبحانه وتعالى:” ولقد كرمنا بنى آدم”، فإذا ما ارتقت النفس البشرية أقامت أعظم وأرقى الحضارات، والتاريخ خير شاهد على ذلك.

 

والانسان مخلوق اجتماعى بطبعه يميل إلى المشاركة والعيش فى جماعة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:” إن الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذى لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”. ولكى يتمتع الإنسان بالسلوك السليم يجب عليه الإلتزام بالقواعد والمبادئ التى تنظم هذا السلوك.

الإتيكيت هو: فن التعامل/ السلوك / أخلاق / ذوق / تصرف/احترام الذات والآخرين / فن التعامل مع الآخرين / فن الخصال الحميدة / فن التصرف الراقى المقبول اجتماعيا.

مفهوم الإتكيت فى الموسوعة البريطانية:

السلوك الذى يساعد على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم البعض ومع البيئة التى يعيشون فيها.

والاتيكيت كلمة تعنى التهذيب واللياقة وتحمل الفرد على تحسين علاقته بالآخرين ويعنى حسن التصرف واللطف للحصول على احترام الذات وتقدير الآخرين وهى كلمة فرنسية لفظيا معناها البطاقة : THE TICKET وهى بطاقة الدعوة ومافيها من اسلوب راقى واجراءات لجميع المناسبات .

لأن أى تصرف أو سلوك قد يعطى صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة فالاتكيت يحميك من أى اساءة فى أى مكان

ويحق لك كسر أى قاعدة من قواعد الإتكيت اذا عارضت : الدين / العادات والتقاليد / الصحة (حسب الاتفاقات الدولية)

الإتيكيت هو سلوك بالدرجة الأولى ،،

والسلوك هو : تصرف / ممارسات :

- مجموعة من الاستجابات المحددة التى يقوم بها الانسان فى أى موقف نتيجة لموقف أو حادث.

- أو طريقة التعامل مع الآخرين والتصرف معهم وردة الفعل تجاه انفعالاتهم وتصرفاتهم.

سؤال هام جدا :

هل الإتكيت من الإسلام ؟

وما علاقة الإسلام بالإتيكيت ؟

المفاجأة أن معظم قواعد الإتكيت من الإسلام:

التحية : “اذا التقيتم فابدأوا السلام قبل الكلام ، ومن بدأ بالكلام فلا تجيبوه” حديث شريف

المصافحة: “ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يفترقا” حديث شريف

قواعد السلام: “يسلم الراكب على الماشى ، والماشى على القاعد ،القليل على الكثير ويسلم الصغير على الكبير” حديث شريف

المحادثة: “الكلمة الطيبة صدقة” حديث شريف

اللجهة: “وما أنا من المتكلفين” قرآن كريم

الزيارة: “من عاد أو زار أخا له فى الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا” حديث

الضيافة: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” حديث شريف

البشاشة: “إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق” حديث شريف

الإستئذان: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها “ قرآن كريم

الهدية: “تهادوا تحابوا” حديث شريف

تقديم الورود: “من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح” حديث شريف

التواضع: “ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا ،إن الله لا يحب كل مختال فخور” قرآن كريم

احترام المواعيد:”آية المنافق ثلاث ، اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان” حديث شريف

التعامل مع المريض: “اذا دخلتم على المريض فنفسوا له فى أجله، فان ذلك لا يرد شيئا ويطيب نفسه “حديث

الأناقة: “يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين” قرآن كريم

الموائد: “يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك” حديث شريف

تم تدوين الاتكيت فى الأساس لنا وقد انتقل الى الغرب عن طريق فتح الاندلس:

- من السنة أن لا تشرب الماء مرة واحدة – وهذا من قواعد الإتكيت.

- اذا فتح رجل باب السيارة لزوجته ربما نراها كبيرة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض ويضع يده ويطلب من زوجته ان تقف على رجله وتركب الناقة.

- وكان يطعم زوجته: “خير صدقة لقمة يضعها الرجل فى فم زوجته.”

- يشرب من نفس مكان شفاه عائشة على الكوب عليه الصلاة السلام.

- هل تستخدم زامور السيارة لتنادى صديقك من منزله- هل فيه اتكيت .. هل القرآن تكلم عن ذلك “ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون ..) .

- لا تذهب الا بموعد حتى وان كانت بينكما صلة قرابة

- الاستئناس ... تعرف أن الطرف الآخر سيأنس بوجودك. اتصالك به قبل زيارته سيجعله مستعدا.(لا تدخلوا ... حتى تستأنسوا وتسلموا)

إتفاقيات الامم المتحدة

وحتى الاتفاقيات الدولية اعتمدت البروتوكول الاسلامى والشخص الغير مرغوب فيه الدولة ترده بلاده:

عندما ارسل مسيلمة الكذاب كتابا الى رسول الله عن نبوته المزعومة قال

عليه الصلاة والسلام للرجلين : ( و ما تقولان انتما ؟ ) فاجابا : نقول كما قال ! فقال لهما : (اما و الله لولا ان الرسل لا تُقتَلُ لضربت عنقيكما ) وردهما سالمين

المعاملة بالمثل: العين بالعين والسن بالسن .... وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ..

عدم التدخل فى شئون الغير .. فى الإسلام موجود .. من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

والاتيكيت الذى وضع اصوله النبى صلى الله عليه وسلم فى جميع مناحى الحياة فى البيت فى الشارع فى زيارة المريض فى الولائم مع النساء حتى مع الدول ولم يترك شيئا ولا مناسبه الا وكان للاتيكيت الاسلامى دورا لم يختلف عليه احدا لرقيه وادابه الفذه ولايتسع المجال لسرد جميع الاداب التى وردت بالاتيكيت الا اننا ننوه عظمة الاسلام فى وضع مناهج القيم والاخلاق حتى يوم الدين .