بقلم: المستشار /حسام الدين أمين
المحاضر الدولى بأكسفورد – لندن
كم مرة كان معك الحق ولم تستطع الحصول عليه وضاع منك؟
كم مرة كنت فى نقاش ولم تخرج منه بأى نتائج ؟
كم مرة سألت فيها نفسك لماذا لم يقتنع الآخرون بآرائى ؟
لماذا هذه الحيرة ؟
هل تعلمنا فى يومٍ من الأيام مهارة التأثير والإقناع ؟
يعتبر التأثير من أقوى المهارات الموجودة فى حياتنا، فهو يسمح لنا باكتساب ثقة الآخرين واحترامهم على الفور وقيادة وإدارة الأفراد والمواقف بقوة وثقة ونجاح. والأهم من هذا أنه يمكننا من التحكم فى جميع جوانب حياتنا.
وتعتبر النتائج الإيجابية للتأثير واسعة النطاق، إلا أن أحدًا لم يعلمنا كيف نقوم بتطوير هذه المهارة الأساسية لكل من الحياة الشخصية والعمل.
ويدور مضمون التأثير فى كيفية التأثير على توجهات الآخرين وسلوكهم، ونحن نقوم بذلك من خلال أسلوبنا فى التواصل مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.. وغيرهم وخلق رسالة قوية ومقنعة تتوافق مع الاحتياجات والرغبات النفسية للناس.
ما قوة التأثير ؟
ليس من السهل تعريف قوة التأثير الشخصى، ولكننا ندركها جميعًا عندما نراها فى مقابلة مع بعض الأشخاص فأحيانا نسميها جاذبية.. والبعض يسميها حضورًا شخصيًا .. وآخرون يسمونها كاريزما... وأنت أطلق عليها ما شئت كما يحلو لك، ولكننا فى النهاية سنجد أن هؤلاء مميزون عن غيرهم.
المكونات الثلاثة للتأثير:
يعتمد قدرة التأثير الذى تملكه على ثلاثة أشياء :
(1) أنت ... ثقتك .. حضورك ... )
2)رسالتك ...( مدى مهاراتك فى محادثتك ... عرضك .. اختيار ألفاظك)
3)أسلوبك ... (الطريقة التى تنقل بها رسالتك للأخرين )
والسؤال الذى يطرح نفسه ....
متى تحتاج إلى قوة التأثير الشخصى ؟
ومتى تدرك أنك فى حاجة إلى التأثير الشخصى ؟
الإجابة.. أنت فى حاجة إلى التأنى الشخصى طوال الوقت، وفى كل مكان فنجاحك فى الحياة يعتمد على ترك انطباع إيجابى وفورى لدى الآخرين .
التأثير (القوة الخفية فى عصر متغير)
العصر الذى نعيشه هو عصر المتغيرات السريعة جدًا، والتى أدت إلى تباين الآراء والاختلاف بين الأفكار والأجيال ولإتقان فنون التأثير والإقناع يتعين ضرورة تحقيق المعادلة:
التأثير (تركيبة النجاح) = الانتباه + المرونة
الانتباه هو: القدرة على إتقان فن الاستماع والملاحظة
المرونة هى: اختيار رد الفعل المناسب والانتقال من أسلوب إلى آخر حسب الموقف أو طبيعة الشخص
والسر الحقيقى للتأثير هو قوة المرونة !
والتأثير هو الأداة والوسيلة الأساسية للإقناع وهو الهدف الحقيقى المطلوب الوصول إليه فى علاقاتنا مع الآخرين
لكن ما يعنينا هنا هما شيئان ضروريان:
-قوة الانطباع الأول
-التغيير الذى يحدثه هذا الشخص على الآخرين
أولا: الانطباع الأول :
وهو يشبه (الفلتر) أو المرشح التى يكون الآخرون صورة عنك من خلال :
-ملاحظاتهم عن تعبيراتك الجسدية
-الكلام الذى يصدر عنك
-طريقة استجابتك لهم
ثم يبدءون فى تكوين انطباع عنك وبسرعة البرق يتخذون قرارات بشأن شخصيتك، وتوقعات لطريقة تصرفك فى المستقبل ويبدءون النظر إلى تصرفاتك من خلال هذا المرشح الذى تم تكوينه فى اللحظات الأولى لمعرفتك .
ومن هنا لا بد أن تكون صفاتك إيجابية من الوهلة الأولى للتعامل مع الطبيعة البشرية للحصول على درجة النجاح فى تكوين الانطباع الأولي.
ودعنى أيها القارئ العزيز أن أعرض عليك إدراكات التركيز التى يجب مراعاتها عند التواصل مع الآخرين لتصل إلى أعلى مستويات التأثير فى الآخرين حيث يجب عليك مراعاة ما يلى :
1)مشاعرك تجاه ذاتك
2)مشاعرك تجاه الطرف الآخر
3)مشاعر الطرف الآخر تجاهك
4)مشاعر الطرف الآخر تجاه ذاته
ولقد أثبتت الدراسات النفسية حقيقة عجيبة يفتقدها الكثيرون هو أن أقصر طريق للحصول على ما تريد من الآخرين هو :
أن تعطى الآخرين ما يريدونه منك أولا.
كما أن هناك أربعة أشياء لا بد من أن تهبها للآخرين بدون مقابل وسوف يقومون مقام السحر للآخرين:
1)التقدير والاحترام للطرف الآخر
2)الترابط وإظهار نقاط الاتفاق
3)رفع المعنويات
4)التنوير والحدث الشيق والمثير لجذب الانتباه
وأخيرًا نصيحتى إليك أيها القارئ العزيز إذا أردت أن تكون مؤثرًا مقنعًا فى كل وقت وكل مكان مع أى شخص فاتبع الآتى:
1)افتح بابك أمام الآخرين واسمح لهم بالوصول إليك
2)لا تتكلم كثيرًا عن نفسك أمام الآخرين واظهر الاهتمام بهم
3)اختار المواضيع الشيقة والتى تهم الطرف الآخر
4)كن منصتًا جيدًا واعط الفرصة كاملة للآخر حتى يفرغ من كلامه؛ لكى يستطيع السماع إليك لاحقًا
سحر التأثير والاقناع
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة