البرمجة السلبية والإيجابية للذات

تنمية بشرية
طبوغرافي

بقلم:

دكتور/ إبراهيم الفقى

رائد التنمية البشرية 

الدكتور ابراهيم
معظم الناس اعتادوا من الصغر على أن يتصرفوا أو يتكلموا بطريقة معينة سلبية، وتكبر معهم حتى يصبحوا سجناء ما يسمى "بالبرمجة السلبية "التى تحد من حصولهم على أشياء كثيرة فى هذه الحياة.
فنجد أن كثيرا منهم يقول أنا ضعيف الشخصية، أنا لا أستطيع الامتناع من التدخين، أنا ضعيف فى الإملاء، أنا.. ونجد أنهم اكتسبوا هذه السلبية إما من الأسرة أو من المدرسة أو من الأصحاب أو من هؤلاء جميعًا. ولكن هل يمكن أن تتغير هذه البرمجة السلبية وتحول إلى برمجة إيجابية. الإجابة نعم ولكن لماذا نحتاج ذلك؟

نحتاج أن نبرمج أنفسنا إيجابيًا لكى نكون سعداء ناجحين، نحى حياة طبية. نحقق فيها أحلامنا وأهدافنا. وخاصة وأننا مسلمون ولدينا وظيفة وغاية لا بد أن نصل إليها لنحقق العبادة لله سبحانه وتعالى ونحقق الخلافة التى استخلفنا بها الله فى الأرض.
قبل أن نبدأ فى برنامج تغيير البرمجة السلبية لا بد أن نتفق على أمور وهي: لابد أن تقرر فى قرارة نفسك أنك تريد التغير. فقرارك هذا هو الذى سوف ينير لك الطريق إلى التحول من السلبية إلى الإيجابية.
تكرار الأفعال والأقوال التى سوف تتعرف عليها، وتجعلها جزءًا من حياتك.

الآن أول طريقة للبرمجة الإيجابية هي:
التحدث إلى الذات: هل شاهدت شخصًا يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع، وهو يسير ويحرك يديه ويتمتم وقد يسب ويلعن. عفوًا نحن لا نريد أن نفعل مثله.
أو هل حصل وأن دار جدال عنيف بينك وبين شخص ما وبعد أن ذهب عنك الشخص، دار شريط الجدال فى ذهنك مرة أخرى فأخذت تتصور الجدال مرة أخرى وأخذت تبدل الكلمات والمفردات مكان الأخرى وتقول لنفسك لماذا لم أقل كذا أو كذا؟
وهل حصل وأنت تحضر محاضرة أو خطبة تحدثت إلى نفسك وقلت. أنا لا أستطيع أن أخطب مثل هذا أو كيف أقف أمام كل هؤلاء الناس، أو تقول أنا مستحيل أقف أمام الناس لأخطب أو أحاضر.
إن كل تلك الأحاديث والخطابات مع النفس والذات تكسب الإنسان برمجة سلبية قد تؤدى فى النهاية إلى أفعال وخيمه.
ولحسن الحظ فانت وأنا وأى شخص فى استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات وفى استطاعتنا تغير أى برمجة سلبية لإحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة.
ويقول حد علماء الهندسة النفسية: " فى استطاعتنا فى كل لحظة تغير ماضينا ومستقبلنا وذلك بإعادة برمجة حاضرنا. "
إذا من هذه اللحظة لا بد أن نراقب وننتبه إلى النداءات الداخلية التى تحدث بها نفسك.
وقد قيل: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا.. راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات.. راقب عادتك لأنها ستصبح طباعا.. راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.

وأريد ان أوضح بعض الحقائق العلمية نحو عقل الانسان ونركز خاصة على العقل الباطن.
ان العقل الباطن لا يعقل الاشياء مثلا لعقل الواعى فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها. فلو حدث أن رسالة تبرمجت فى هذا العقل لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما فى كل موقف … أنا خجول أنا خجول … أنا عصبى المزاج , أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة , أنا لا استطيع ترك التدخين …. وهكذا فان مثل هذه الرسائل ستترسخ وتستقر فى مستوى عميق فى العقل الباطن ولا يمكن تغيرها , ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية.
وحقيقة أخرى هى أن للعقل الباطن تصرفات غريبة لابد أن ننتبه لها. فمثلا لو قلت لك هذه الجملة:" لا تفكر فى حصان اسود " ,, هل يمكنك ان تقوم بذلك وتمنع عقلك من التفكير. بالطبع لا فانت غالبا قد قمت بالتفكير فى شكل حصان اسود لماذا؟
إن عقلك قد قام بإلغاء كلمة لا واحتفظ بباقى العبارة وهي: فكر فى حصان اسود. اذا هل ممكن ان نستغل مثل هذه التصرفات الغريبة للعقل.

ابتداء من اليوم احذر ماذا تقول لنفسك، واحذر ما الذى تقوله للآخرين واحذر ما يقول الآخرون لك، لو لاحظت أى رسالة سلبية قم بإلغائها بأن تقول " ألغى "، وقم باستبدالها برسالة أخرى إيجابية.
تأكد أن عندك القوة، وأنك تستطيع أن تكون، وتستطيع أن تملك، وتستطيع القيام بعمل ما تريده، وذلك بمجرد أن تحدد بالضبط ما الذى تريده وأن تتحرك فى هذا الاتجاه بكل ما تملك من قوة، وقد قال فى ذلك جيم رون مؤلف كتاب " السعادة الدائمة ": " التكرار أساس المهارات" …
لذلك عليك بأن تثق فيما تقوله، وأن تكرر دائما لنفسك الرسالات الإيجابية، فأنت سيد عقلك وقبطان سفينتك … أنت تحكم فى حياتك، وتستطيع تحويل حياتك إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود.