الأحضان..علاج لأمراض الجسم والروح

تنمية بشرية
طبوغرافي

د.عبد الهادى : تغنى عن زيارة الطبيب ألف يوم.. والاحتواء أفضل أسلوب للتعامل مع الزوجات لمنع الشجار

أكدت دراسة حديثة أن الاحتضان كل يوم بين الزوجين يبعدهما عن مراجعة الطبيب ألف يوم ولا يعد وقاية فقط وإنما علاج أيضًا ونصحت الأزواج باحتضان زوجاتهم لتوفير الحب والحنان وسرعة الشفاء من المرض والقضاء على أى مشكلات وتوترات تنشأ بينهم.

ويؤكد الدكتور مدحت عبد الهادى استشارى العلاقات الزوجىة أن الله سبحانه وتعالى خلق اليدين للإنسان ليستخدمهما فى مهام كثيرة جدًا، لكن أهم وظيفة لليدين هى التلامس مع شخص آخر فعن طريق هذا التلامس تصل المشاعر بسرعة إلى الطرف الآخر, والحضن يعطى رسالة إلى الطرف الآخر تعبر عن حبه والاهتمام بأمره، والحضن يعد وسيلة لتوصيل المشاعر بين البشر بل من أهم تلك الوسائل.

ويشير الى أن التلامس باليدين بداية الحضن، وحينما يحدث ذلك التلامس ينطلق هرمون يسمى: "هرمون الحضن", فيؤثر على العضلات فترتخي، وعلى ضربات القلب فتهدأ، وعلى ضغط الدم المرتفع فينخفض. لقد وضع الله سبحانه وتعالى ذلك الهرمون فى لبن المرأة لذلك نجد تلك العاطفة أو الرابطة التى تربط بين الطفل وأمه بشكل كبير فهى لا تستطيع أن ترضعه من دون أن تلامسه ولا يمكن أن ترضعه من دون أن تحتضنه لهذا ننصح الزوجين أو أى من طرفى المشاجرة، عند الغضب أو الخوف بأن يحتضن أحدهما الآخر و"يطبطب" على كتفه ساعتها سوف يتخلص الغاضب من كل انفعالاته العصبية ويهدأ تماما.

ويوضح أنه يجب ألا يغيب عن الزوج أن المرأة تبحث عن الاحتواء حتى فى أعلى درجات الغضب، وأن يعلم أنها تبحث عن الإحساس بالرجولة حتى النهاية.. فالضرب أو الشتم ليس رجولة بل تحكمه فى أعصابه، وأن يكون معطاءً هى الرجولة بحق. وهذا ما نسميه بالادراك، فاذا تدخل فى فترة غضب زوجته لتفاقمت الخلافات بينهما، لهذا فالهدوء والاحتواء أفضل أسلوب للتعامل مع الزوجات ساعة الشجار فالمرأة تريد من يعلمها الأدب، ولكن لا يخاصمها بل يحتضنها، يعلمها ويعنفها لكن لا يعطيها ظهره، هذا هو عالم المرأة الذى يجب على الزوج أن يفهمه حتى يسعد بحياته.

ويشير الى أن الزوجة دائما فى حاجة إلى توضيح، وإلى أن تفهم أسباب الخلاف؛ لذلك يجب على الزوجين اللجوء الى العتاب "لغة الأحبة"؛ فمثلا حينما "تشوح" الزوجة لزوجها يغضب وتحدث الخلافات، وحينما تفهم المرأة أن "التشويح" باليد يحدث عند زوجها نوع من أنواع الضغينة تبتعد عن ذلك منعا للمشكلات، والزوج يعلم أيضا أن الكلمة التى تلفظ بها كانت سببا فى "تشويحها" بيدها أمامه، وبهذا يتم القضاء على الخلافات ولا يكرر الزوجان شيئا بعد ذلك مما كان سببا فى الخلاف.

وينصح الآباء والأمهات بأن يحتضنوا أولادهم قبل أن يلجأوا الى الخارج فالاحتضان بالنسبة للأطفال مهم جدًا من قبل الآباء والأمهات وإذا كان الزوجان يمارسان الاحتضان بشكل مستمر وجيد ويختاران التوقيتات جيدا، ويمارسانه بكيفية سليمة تحقق الإشباع لبعضهما البعض فسيكبر الأطفال ولديهم هذا الإشباع من العاطفة والجو الأسري؛ والعائلى الرومانسى الهادئ، واحترام الآخر، فلا ينحدرون إلى الأخطاء خصوصًا بالنسبة للفتيات.

ويؤكد أن كثير من الرجال والنساء لديهم مشاعر الحب أو ثقافة الحضن كما أسميتها؛ لكن البعض يعجز عن إيصالها للآخر، والبعض لا يستطيع البوح بها, والبعض الآخر يبوح ببعض ما لديه من مشاعر, وقليل يبوح بكل مشاعره, وجزء يبوح بمشاعره بطريقة خطأ, ومجموعة تبوح بمشاعرها لكن فى اتجاه لا يصل إلى المتلقى فلا يشعر بها. النتيجة أنه لا يوجد شخص ليس لديه مشاعر، بل يوجد أشخاص لديهم مشاعر لكن لا يستطيعون توظيفها تجاه الآخرين.

ويضيف: أنواع الأحضان عبارة عن الموقف الذى يتم فيه, فكل التلامس والاحتضان يؤدى إلى إفراز هرمون "أوكسى توسين" أو هرمون "الحضن", فأى شخص يحتضن يفرز هذا الهرمون ولكن الاختلاف فى نوعية التلامس ومكانه، فالحبيب الذى يخطف حضنا يكون من دون تركيز لا يصل إلى الحبيب لكن تكون فيه بهجة الاشتياق وتشعر المرأة به. أما فى فترة الخطوبة فيكون هناك تحفظ من الجانبين قد يكون مصطنعا أو حقيقيا فيكتفى بقبلة على الجبهة أو "طبطبة" على الكتف، أو تعانق باليدين؛ لكن الحاكم فى تلك الحالة هو توصيل رسالة حب للطرف الآخر. أما حضن الأزواج فيحمل التقدير إذا أنجزت عملا جيدًا وهو حضن أبوى إلى حد ما.