خلقنا الله سبحانه وتعالى فى تعاقب الليل والنهار والصيف والشتاء، وأنعم علينا بنعم التغيير في حياتنا فنستقبل التغيير ونتعايش مع الظروف التي تطرأ علينا.
وفصل الصيف هو أشد الفصول حرارة في الجو وأطولها نهارًا، وتبدأ فيه الأجازات السنوية للمدارس والجامعات، فتكثر النشاطات البشرية ويتضخم حجم الفراغ لدى الأبناء.
فكثير من الناس يستغلون هذا الفصل بقضاء الرحلات والقيام بالنزهات والسفر. نعم فالإنسان بحاجة أن يخفف عن نفسه من حين لآخر، وللأسف فإن عددًا غير قليل يقضي وقت الأجازة في برامج التسلية في الفضائيات أو على مواقع النت ويعللون ذلك بقتل الفراغ لديهم.
ولكن لا بد من استثمار وقت الأجازة وعدم ترك النفس نهبًا للفراغ، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ "].
ويصبح الوقت ذا قيمة عندما يكون هناك هدف ورسالة، ومن ليس لديهم هدف أو رسالة فأوقاتهم لا قيمة لها. وممكن أن تكون الأجازة الصيفية فرصة للتقييم الذاتي للشباب، فعملية التقييم الذاتي تساعد الفرد على التعرف على أسباب التقصير إن وجدت، وعلى زيادة ونمو ما هو إيجابي لديه، وممكن أن نعتبرها من المحطات الضرورية التي ينبغي أن يقف الإنسان عندها كي يراجع مسيرته التعليمية والاجتماعية والسلوكية، كي يتقدم الشاب في حياته، ويستفيد من أخطائه وعثراته، وفرصة يستطيع الشباب أن يستثمرها في إنضاج خبراته وبلورة كفاءاته، واكتساب مهارات جديدة وتطويرها ليصبح فردًا فعالًا في المجتمع ويمكن عمل تنظيم وتخطيط لوقت الأجازة.
فالتخطيط والتنظيم يجعل كل الأمور سهلة، ويساعدنا على العمل بكفاءة أعلى وتخصيص وقت للقراءة على الأقل ساعة يوميًّا حتى يستثمر مواهبه وطاقته في الإبداع؛ لأن الإنسان بحاجة لأن يعبر عن طموحاته وتطلعاته. وعليك أن تستغل قدراتك ومواهبك، فإذا كنت تمتلك موهبة فعليك أن تنميها من خلال الاشتراك في النوادي فتقضي وقتًا مفيدًا، وتتعلم شيئًا جديدًا، أو تحديد موضوع في التنمية الشخصية والعمل على تنميته عن طريق الاشتراك في المراكز التدريبية التي تقوم بتدريب الشباب على تعلم حرفة أو تعلم الحاسب الآلي أو لغة من الللغات.
نعم نحن اليوم في أمس الحاجة لوضع برامج مدروسة في العطلة الصيفية، وتكون متاحة لأكبر عدد من أبنائنا وشبابنا لنساهم جميعًا في بناء شاب قادر على خدمة مجتمعه من خلال برامج تدريبية واجتماعية وثقافية، وإخراجهم من جو المدرسة إلى جو المرح وتنمية روح التعاون بين الجميع، مع التركيز على القيم والأنشطة الرياضية وتعلم المهارات.
إن إدراكنا لقيمة الوقت واستثماره وتوجيه طاقة شبابنا التوجيه الإيجابي لكى يكون الإنسان في سعي دائم وعمل مستمر للمساهمة بفرد نافع لنفسه ومجتمعه.
احذر ضياع الوقت
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة