“تقنية الببغاء”.. سر إدارة الحوار مع الاخرين

تنمية بشرية
طبوغرافي

قالوا قديماً “لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك” ، وهناك أوقات للحديث مع الآخرين وآداب خاصة، لا نستطيع تجاهلها أو الانحراف عنها وطريقة كلامنا مع الاخرين قد تقربنا منهم في دقائق أو تبعدنا عنهم لزمن طويل وقد تعطيهم إنطباعاً طيباً عنا أو العكس، خاصة خلال أوّل لقاء يجمعك بهم. من الجيِّد أن تتصرف بتلقائية، لكن ليس دائماً، ففي الحديث كل شيء بحساب.

وتأتى “الإبتسامة” الجميلة والرقيقة أثناء الحديث مع الاخرين بمفعول سحرى وهي إستراتيجية فعالة لكسب ود المتحدث، لكن ينبغي إنتقاء التوقيت المناسب لمنح الآخرين إبتسامتك.. لا تبتسم منذ الوهلة الأولى للقاء، وليس كل جملة ينطقها المتحدث أقابله بالابستامة حينها تبدو كأنك تهزأ بالمتحدث أو الظهور بمظهر عدم الفهم للحديث بل انتظر بضع دقائق حتى تعرف أي نوعية من الناس تتحدث إليها. أو فهم الموضوع الذى يدور عليه الحديث بعد ذلك يمكنك أن تبتسم إبتسامتك الطبيعية من دون مبالغة.

فى بعض الاحيان يبدأ “ الحوار بموضعات سطحية ولا نريد أن نقول تافه” وذلك لكسر حالة الصمت التى قد تخيم فجأة على الحاضرين لجذب أطراف الحديث والتطرق الى موضاعت ذات اهمية.

وهنا يجب ان تحذر من الاستهزاء بالحديث بل العكس هذا الحديث الذى يبدو فى مقدمته سطحياً يكون فرصة ذهبية لتقرب من المتحدث فالناس في اللقاء الأوّل لا يهتمون بما تقول بقدر ما يهتمون بكيف تقوله.

يجب ألا تكون مقلاً فى كلماتك بمعنى لا تكتفي بكلمة واحدة في الرد، وعلى سبيل المثال: عندما تسأل عن مهنتك أو اسم مدينتك، لا تكتفي بالرد بكلمة واحدة، بل أضيف إليها جملة صغيرة تناسب إهتمامات الشخص الذي أمامك. مثلاً، “أعمل صحفي، إنها مهنة المتاعب والبحث عن الحقيقة “.

فن إدارة الحوار “بتقنية الببغاء” هل تعلم ما هى ؟ .. “تقنية الببغاء” أي عندما يسكت محدثك أعيد أنت آخر كلمة قالها.. مثلاً، قد يقول “كان هذا الفيلم فعلاً غريباً”، فبادرة بقول “غريباً؟” فتجد المتحدث ينخرط في الحديث من جديد لكي يشرح ما وجْه الغرابة في الفيلم. وأثناء الحديث مع الاخرين عليك بالانتباه لمعانى الكلمات والمصطلحات حاول أن تنتقيها حسب مقام ومهنة وثقافة الشخص الذي تحدثه. ومن الأفضل أن تستعمل مصطلحات رسمية مختارة وليس المصطلحات التي تستعملها في البيت أو مع الأصدقاء. مثلاً بدل أن تقول “ماذا؟” قولي “عفواً؟ عذراً؟” وما إلى ذلك.كلمة “شكراً” لوحدها قد لا تؤدي الغرض وتبدو غير صادقة وعامة، لذا من الأفضل أن تشرح لماذا الشكر مثلاً “شكراً على قدومكم” أو “شكراً على إستماعكم”.

وقد تنجح “تقنية الببغاء” للهروب من أي إتهام أو توبيخ يوجهه أحدهم إليك. تلاحظ طبعاً أنّ الشخص الذي يكون غاضباً يتحدث بصيغة التعميم فيقول مثلاً: أنتِ تصل دائماً متأخراً عن موعدك” وبدل الدفاع عن نفسك، استعمل طريقة الببغاء التي أشرنا إليها من قبل، ابدأ الكلام من حيث انتهى مهاجمك، ردد بصيغة الإستفهام فقط الكلمة التي تراها غير مناسبة في كلامه، ودع الكرة في ملعبه، فإن قال “لا أحب نبرة كلامك”، قل وأنت تنظر إلى عينيه “نبرة كلامي؟” حتى يحدد محدثك ماذا يقصد بعبارة نبرة كلامك”، وإن قال “أنتِ تصل دائماً متأخراً عن موعدك” قول “دائماً؟” حتى تُشعر محدثك بأنّه مخطىء على الأقل لعدم دقة إتهامه. إنّها طريقة ناجحة لكي تخفف من حدة نقاشات كان يمكن أن تدخلها وأنت في موقف ضعف.