قريبًا يهل الربيع

تنمية بشرية
طبوغرافي

   الإعلامى  ممدوح السباعى

ممدوح السباعى- جريدة الفتح اليوم

النباتات وكل الكائنات تسبح لله ويبلغ الربيع مداه، بل يسمو إلى قمة الزمن إذا نسب لميلاد العدنان صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب خطاب التفرد بالعبودية، فخاطبه الله أسرى بعبده، فأحوى إلى عبده، وهو صاحب خطاب ثانى اثنين الذى يعلن معية الحق، فيؤيده به الله فتنزل قرآنا، والذى ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين، وهاجر وفتح مكة ولقى ربه يوم الاثنين، وهو أيضا ولد فى ربيع وهاجر فى ربيع.

فإذا كانت الأرض بالقدرة والزهور شاء له الله سبحانه أن تستقبل ميلاد الرسول، فكيف بمن أرسل رحمة له؟ ما الاستعداد عندهم، وإلى أى مدى الفرح بميلاده صلى الله عليه وسلم؟ أم اكتفى الجد بالفرح بالأحفاد، والأب بالأبناء، وتحجج الجهول بعدم شرعية الاحتفال بخاتم الأنبياء، فيالها من مفارقات.

إن الاحتفال بذاته التى لا يعلمها إلا الله قدرا وعزا وفضلا، لو كلفنا بها لكان التكليف بها فوق سعتنا ووسعنا، فقد كلفنا بما لا نعرف قدره، والله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها، أما ذات رسول الله أعز وأعظم عند الله أن تكون عرضة لتكليف شرعى يقبله من يقبل على قدر عزمه، ويجهله من يجهله على قدر جهله، والله عز وجل حفظ حتى عاطفته، فخاطبه { فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} [ فاطر].

وجاءت غيرة الرحمن على خير الأنام حتى أن ينسب إليه أحد حين أراد أن ينسب زيد إليه، فخاطبه مولاه أن نسبه لله ولله فقط، فقال (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَِليمًا). ويظهر الأمر جليا أن الصلاة على النبى جاءت فى القرآن الكريم مبتدئا بتكريم، واستهلها الحميد المجيد فقال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) فالله يصلى وملائكته يصلون وجاء الأمر لأهل الإيمان وإذا كانت الصلاة وهى دعاء، فالله عز وجل وملائكته معطوفة عليه، فكيف بذات النبى صلى الله عليه وسلم،

وللمؤمن أن يتأمل حين شكا النبى إلى مولاه ”وهوانى على الناس” وغاية قصده رضاه، فكيف بميلاد صاحب الكمال فى الصفات والقدوة والأسوة والرحمة لكل المخلوقات، فكيف لا نفرح ونحتفى له؟!