اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع مثل خطأ

تنمية بشرية
طبوغرافي

كيف نقول ذلك وقد كان هناك أقوام يؤثرن الله على حاجاتهم {يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}؛ يقول الدكتور محمد عبدرب النبى أستاذ الفلسفة والعقيدة بكلية أصول الدين: إن البخل وتحريم إنفاق المال على وجوه الخير يعد مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله، وتحريم بغير دليل، بل إن الدليل قائم على خلافه، فالله تعالى يقول: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}، وقد مدح الله عز وجل الذين يتبرعون بأموالهم مع شدة حاجتهم وفقرهم، فقال تعالي: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}، ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصدقة قال: “جَهْد المُقِلّ” أى ما ينفقه قليل المال مع احتياجه إليه، ولكنه يتحمل الحاجة فى سبيل الله ومن أجل إخوانه ممن ربما كانوا أحوج منه.

ولذلك يجب أن نتخلص من تلك الأفكار السامة، ونعلم أننا أمة واحدة ونتعلم ديننا تبعًا لهدى رسولنا صلى الله عليه وسلم، قالَ صلى الله عليه وسلم: “ما ءامَنَ بى من باتَ شبعانَ وجارُه جائِعٌ إلى جَنْبِهِ وهو يعلمُ بهِ”. وقالَ صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد، ما كان العبد فى عون أخيه”.

امسك الخشب “”touch wood
يعتقد البعض أن هذه المقولة تمنع الحسد، والحقيقة أن هذه المقولة مستعملة لدى معظم الشعوب بنفس المعنى ولنفس الغرض، والانجليز والامريكان يقولون امسك الخشب او دق على الخشب، للتبرك بلمس خشب صليب السيد المسيح!! وكان المسيحيون يلمسون الصليب للبركة والشفاعة، وعندما تعذر عليهم لمس الصليب الاصلى صاروا يلمسون صليبا صنعوه هم من الخشب، ومن ثم اكتفوا (للسهولة) بالتبرك بلمس اى خشب واقرب خشب لديهم هو بلا شك قطعة الاثاث التى امامهم (الطاولة) او التى يجلسون عليها (المقعد)! وكان المسيحيون وما زلوا يصنعون صلبانا صغيرة من خشب الورد او البلوط، وعندما يتعرضون لمحنة او ضائقة يتمسكون بالصليب..

بالخشب.. وصار مسك الخشب اى خشب او النقر عليه بديلا عن الصليب غير الموجود فى تلك اللحظة.. ولذلك نسمع احيانا من السيدات فى لبنان يقلن (باسم الصليب) مرادفا للمس الخشب او النقر عليه! هذا هو أصل هذه الكلمة، والتى تناقلها المسلمون دون أن يعرفوا أصلها أو حتى معناها، فالمسلم الذى يؤمن بأن عيسى عليه السلام ما صُلب وما قُتل بل رفعه الله إليه، والمسلم الذى يقرأ مثل هذه الآيات فى كتاب الله، هل يجوز له أن ينطق بهذه الكلمة بعد أن علم أصلها ومنشأها؟ فهذا هو السبب الأول للنهى عن النطق بهذه الكلمة.

أما السبب الثاني: فهو لا يقل خطورة عن الأول وهو الاعتقاد أن مثل هذه الأمور من مسك الخشب أو تعليق الخرز أو الوَدَع أو حدوة الحصان أو التمائم وغيرها أنها تدفع العين والحسد عمَّن علقها على باب بيته أو على سيارته أو على صدره فهذا يقع به المسلم فى الشرك وهو لا يدري....

عن عبد الله بن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك”، فهنا أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن التمائم وهى ما يُعَّلق لدفع العين من الخرز الأزرق وغيره إنما هى من الشرك. وعن عقبة بن عامر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “من تعلَّق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلقَّ وَدَعَة فلا وَدَعَ الله له”.