خطوة للأمام

تنمية بشرية
طبوغرافي

خطوة للأمام هي الخطوة التى يأخذها الناجحون مع ظهور ومضات مضيئة بالقلب .. خطوة رائعة نراها بأعيننا .. فنرى السارق يمتنع عن سرقته والمرتشى عن رشوته والكذاب عن كذبه والآكل للحرام عن أكله .. خطوة رائعة هى .. لكن كيف نستثمرها .. ونعتبرها فرصة عظيمة للتغيير والإصلاح؟ أليس التغيير فكرته الأساسية الإصلاح؟ نعم أن نصلح ما فسد .. ونصل ما قطع .. وننير ما أنطفىء في حياتنا بهذه الومضات التي ظهرت في القلب
فالمدخن يقلع عن تدخينه .. والقاطع لرحمه يعود لها والمهم نبدأ خطوة للأمام .. يعقبها خطوات وخطوات وخطوات فى نفس الاتجاه ..

ومن العجيب أننا نرى الكثير من الناس يبحثون عن التغيير إلى الأفضل .. حتى إنهم ينفقون الكثير من أموالهم والعظيم من أوقاتهم على دورات ودراسات فى التغيير والتطوير وتنمية وتربية الذات ..ومع هذا تمر عليهم أعظم فرصة للتغيير ويتجاوزونها دونما أن يشعروا بها .. ويستفيدوا منها وهي لحظات ومضات القلب المستنيرة بنور الله تبارك وتعالى التي تضفي على صاحبها إرادة التغيير.

ولو نظرنا لسنة الله فى كونه لرأينا أنه – جل فى علاه – وضع بداية التغيير من داخلنا من أنفسنا .. ثم يأتى تغيير السماء بعدها :- ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمْ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ) .. وها هي الآن الفرصة أعطِ لقلبك ومضة مضيئة من ومضات الهداية النورانية من عند الله تبارك وتعالى تقف فيها مع نفسك تصلح وتغير حتى إذا ما رفعنا أيدينا للسماء كان حقا لها وإيفاء منها أن تهبنا التغيير من عندها ..

ولابد أن يكون لديك دافع قوي لذلك وهدف تتطلع إليه وتتوقع حدوثه بفارغ الصبر، فالأشخاص الناجحون دائمًا ما يكون لديهم هدف يحرك شغفهم تجاه المستقبل بحيث يعيشون الحياة التي يريدون يملكون الإرادة، وأقصد بالإرادة إرادةُ التغيير تلك الإرادة التي ملّكها اللهُ للجميع لكن كثيرًا منهم أهملها ولم يستفد منها، فهذا أيقن أن التدخين ضارٌ بصحتهِ فأدرك وقتها لحظة التغيير، وتلك التي ملت من دراستها فأدركتها لحظة التغيير والبحث عن مجال أحبته، فالتغيير هو سُنة الله في الكون دائمًا، فالله في عونك ما دمت أردت الله.

يقول الله تبارك و تعالى في سورة الرعد «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ « فالقرار قرارك أن تقود أنت التغيير وتتغير لما تُريد وإلى الأحسن، أو أن يقودك التغيير وستتغير ولكن التغيير سيكون على مُراد التغيير لا مُرادك أنت، وتأمّل في كتاب الله ستجد أن هناك قائد نوى أن يقودك ويغيرك للأسوء ويُبعدك عن طريق الله وهو الشيطان، يقول الله تبارك و تعالي في سورة الأنعام « وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» ، قال علماء التفسير خلقُ الله هو تغيير الفطرة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها مصداقاً لقوله تبارك وتعالى في سورة الروم «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»، ويجب أن يكون التغيير والاعداد له شاملا شمول الضروريات والحاجات الإنسانية، وينبغي أن يشمل التغيير كافة مجالات الحياة بأبعادها المختلفة ولا شك من حيث المبدأ أن التغيير يتم بالإنسان وللإنسان وما يتفاعل معه الانسان، لذا فالإنسان هو المحور الأساسي والوسيلة الأساسية في نفس الوقت في عملية التغيير حتى يصل إلى تحقيق غاياته الإنسانية ولكن المهم يبدأ بخطوة لهذا التغيير خطوة للأمام يتبعها خطوات.