أ. عبد الرحمن سامى
لماذا عندما يفارقنا الأحباب نذرف الدمعات ونشهق بالزفرات والآهات ونبكى دما كأننا أُصبنا بداء خبيث، أو مرض عضال.. فيرانا أحبتنا فيحزنون لحزننا، ويرانا أعداؤنا فيتوبون من ذنبهم؟
وعندما نُسأل.. ما هذا الحزن وهذا النحيب؟.. نقول هو الفراق.. نعم إنه الفراق بكل معانيه.. هو الفراق بكل ما أخذ من ذكريات جميلة.. هو الفراق عندما أخذ نصفى.. هو الفراق عندما أمات إحساسى.. فراق الأم والأب والإخوة.. فيا ترى هل يمكننا أن نعيش بدونهم؟!
لماذا نشتاق لرؤيتهم ولسماع صوتهم ونتمنى أن يعود بنا الزمان إلى الوراء لنبرهن لهم أننا نقدرهم ونعزهم ونحب كل ما ينتمون إليه مع علمنا يقينا أنهم ذهبوا بلا عودة؟
لماذا عندما كانوا بين أيدينا وقريبين منا لم نكشف لهم عن تلك المشاعر وهذه الأحاسيس أو نكون قد أظهرنا مشاعر مجرد مشاعر نتغنى ونستعرض بها ولم نعلم أنها فى يوم من الأيام ستكون بمثابة الجلاد الذى سيلهب ضمائرنا ويشعرنا بالحسرة والندم؟
آه ما أقسى الفراق.. إنه لوحة قهر وكمد وضيق أبدع فى رسمها القدر، وأبدع فى تصويرها كل قلب حى فارق الأحبة..
فتذكرونى عند موتى..
آه ما أقسى الفراق..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة