لحظات قليلة هى فى حياتنا ولكنها رائعة .. نعم رائعة .. رائعة قارئى الحبيب .. لحظة تخلو بنفسك وتسكب الدموع لخالقك .. ما أروعه من إحساس أثناء وبعد هذه اللحظات .. أنها الراحة النفسية البعيدة المنال .. إنه إحساس القرب من الخالق .. إحساس من غسل نفسه من أدران ذنوبه بدموعه الطاهرة .. إنه أمر قد أعجز أن أصفه بكلماتى .. فلم لا تجرب أيها الحبيب ؟! ..
فإلى العلاج النفسى .. إلى الدموع رمز المشاعر النبيلة .. إلى غُسل من الذنوب .. إلى بكاء الخلوة نطلب بها ظل الرحمن ..دموع أغلى من الذهب : إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم : “ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا “ سورة مريم : 58 ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن فى الضرع “ رواه الترمذى والنسائى .
وقال صلى الله عليه وسلم : “ سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله :- الإمام العادل ، وشاب نشأ فى عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق فى المساجد ، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال إنى أخاف الله ، ورجل تصدق ، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه “ رواه البخارى ، وقال صلى الله عليه وسلم : “ عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس فى سبيل الله “ رواه الترمذى ، ويقول عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : “ لأن أدمع من خشية الله أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار “ .
ولقد قالوا إن للبكاء من خشية الله له فوائد وهى : - أنه يورث القلب رقة ولينا- أنه سمة من سمات الصالحين - أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة. - أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.
وإليك أمثلة لقلوب حية : عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه، وقيل له: لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟! قال: وهل خلقت النار إلا لى ولأصحابى ولإخواننا من الجن والإنس؟
- وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن قال: ويحك، الموت فى عنقي، والقبر بيتي، وفى القيامة موقفى وعلى جسر جهنم طريقى لا أدرى ما يُصنَع بى ..- وكان فضالة بن صيفى كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكى فقال لزوجته ما شأنه؟ قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد، وانتبه الحسن ليلة فبكى، فضج أهل الدار بالبكاء، فسألوه عن حاله فقال: ذكرت ذنبا لى فبكيت ..
- وعن تميم الدارى رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية: “ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات” فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي، وكان حذيفة رضى الله عنه يبكى بكاءً شديداً، فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدرى على ما أقدم، أعلى رضا أم على سخط؟ ..
أيها الحبيب : قم واسكب الدموع بين يدى خالقك .. قم وتخلص من ذنوبك .. قم واطرد همومك .. قم واسكب الدمعات فى أروع اللحظات .. تنل سعادة الدنيا والآخرة .
دموع أغلى من الذهب ( البكاء من خشية الله وله فضلا عظيما )
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة