المسئولية الاجتماعية وإيجابية التعايش

تنمية بشرية
طبوغرافي

المسئولية الاجتماعية هى إحدى الدعامات الأساسية التى تدعم المصلحة العامة وتخدمها. وهذه المسئولية تعد عنصراً أساسياً فى تقوية الروابط والعلاقات الإنسانية. حيث إنها تساهم بشكل أو بآخر فى تحقيق التوحد مع المجتمع، هذا التوحد الذى يدفع الفرد الى بذل جهده من أجل إعلاء مكانة ذلك المجتمع، والوطنية من أوضح نماذج هذا التوحد.

فكل إنسان مسئول اجتماعياً، والمسئولية الاجتماعية جزء من المسئولية بصفة عامّة، فالفرد مسئول عن نفسه وعن الجماعة وعن المجتمع الذى يعيش فيه، والجماعة مسئولة عن نفسها وأهدافها وعن أعضائها كأفراد فى جميع الأمور والأحوال، والمجتمع مسئول بالضرورة عن مواطنيه ورعايتهم والحفاظ عليهم وعلى كرامتهم ودمائهم وأموالهم وإشباع احتياجاتهم وتوفير حياة كريمة لهؤلاء المواطنين، والمسئولية الاجتماعية ضرورية للمصلحة العامة، وفى ضوئها تتحقق الوحدة وتماسك المجتمع وينعم المجتمع بسلامٍ أشمل وأعمق.

فالمسؤولية تفرض التعاون والالتزام والتضامن والاحترام والحب والديمقراطية فى المعاملة والمشاركة الجادّة التى هى صلة الرحم بين الأفراد فى المجتمع الواحد، هذه المسئولية التى تجعلنا نتعامل مع ذاتنا ومع الآخرين ومع مجتمعنا بروح المسئولية، كما أن الإحساس بالمسؤولية يصقله الشعور بالواجب ويؤدى إلى الالتزام بالأمانة فى أداء العمل والسلوك اليومى فى الحياة اليومية هذا بالإضافة إلى الالتزام الداخلى بالقوانين المجتمعية والمعايير الإنسانية التى تقود بدورها إلى إيجابية التعايش والتواصل والاجتهاد للتغلّب على مصادر الشقاق والتعصّب والعصبية والتطرّف.

كما يعد ضعف المسئولية الاجتماعية مشكلة مزعجـة ويتمثل هذا الضعف فى السلوك اللااجتماعى على عدة أشكال فى البيت والمدرسة والجامعة والمجتمع وتبدأ فى أشكال منها العصيان والمخالفة وعدم الاستجابة لما يطلبه المدرس داخل قاعة الدرس إضافة للسلوك العـدوانى والشغب داخل المجتمع والقسوة تجاه الآخرين والتصرفات الفوضوية والتلفظ بعبارات لاأخلاقية والمظهريـة والكذب والهرب والغش وتخريب الممتلكات العامة ومعاكسة الجنس الآخر والتحرش به.

والسؤال هنا من المسئول عن ضعف المسئولية الاجتماعية أو تقويتها داخل المجتمع؟
الإجابة تظهر بوضوح فى أن المسئول الأول عن ذلك هو المجتمع الذى يقصر فى حق أفراده، بل وفى حق الأسر المكونة لهذا المجتمع فتعزز تلك الأسر هذا الضعف لدى أفرادها، بل وتغرس فى نفوس أفرادها الأنانية والانامالية. ويتمثل هذا فى تقصير المجتمع فى الحقوق والواجبات لهؤلاء المواطنين.