الحوار نشاط عقلي ولفظي يقدم المتحاورون فيه الأدلة والحجج والبراهين التي تبرر وجهات نظرهم بحرية تامة من أجل الوصول إلى حل مشكلة أو توضيح قضية ما، والأقارب هم أولى من تجب محاورتهم، لما لنتائج الحوار النافع المفيد من إيجابيات كثيرة تزيد اللُّحمة داخل الأسرة وبالتالي يزداد الترابط الأسري ثم الترابط المجتمعي.
ومن المتعارف عليه أن الحوار بين الزوجين لا مناص منه كي يسير مركب الحياة الأسرية إلى شاطئ هناءة العيش، لكن هناك من يغفل أهمية حوار الأب مع أبنائه، وقبل أن نستعرض موجبات هذا الحوار لا بأس من استعراض بعض من آداب الحوار :
1- أن يكون كافة الأطراف بعلم لموضوع الحوار.
2- أن يكون لدى كافة الأطراف القدرة على الاعتراف بالخطأ في حال الخطأ
3-أن يتأدب كل طرف مع الآخر باختيار الألفاظ المناسبة التي يرتضي المحاور أن يسمعها .4- أن يحترم كل طرف عقيدة الطرف الآخر ومبادءه وأن يراعي نفسيته .
5- أن يكون الدافع الرئيسي لدى جميع أطراف الحوار إصابة الحقيقة والوصول إلى الصواب .6- البعد عن الغضب وأسبابه مع الحرص على الاعتدال إلى أن ينتهي الحوار .
7- أن يكون لدى كافة الأطراف القدرة على التعبير .
8- المرونة في الحوار وعدم التشنج .9 - الإصغاء للطرف الآخر والاستفادة من طرحه وكبت جماح النفس عند الرغبة في الجدال .
وطالما أن الحوار حاليا هو أهم وسيلة لحل النزاعات فيجب وجوبا لازما أن نستخدم هذه النعمة العظيمة قبل وقوع الخطأ في الأسرة وأثناء أو عند وقوع الخطأ وأخيرا بعد وقوع الخطأ، حيث إن عرض القضية وتداولها بين الأب و أبنائه يزيل الغموض الملتف حولها ويظهرها للعيان كي تتحول بالحوار إلى بيان، ثم ليتم تقليب وجهات النظر حولها و اتخاذ القرار المناسب تجاهها
الأب يحذّر ويوجّه قبل وقوع الخطأ، ثم يؤنب بلطف عند وقوع الخطأ، ثم ينذر ويهدد بعد وقوع الخطأ لتفاديه في المرة المقبلة
أطفالنا أرواحنا ولقد لبست لبوسا جديدا، فيجب علينا أن نهتم بهم و أن نراعي أحاسيسهم ومشاعرهم وتوجهاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم، ولعمري إننا لن نكتشف كل هذا في ذواتهم إلا عن طريق محاورتهم
فللحوار بين الأب وأبنائه قدرة عجيبة على امتصاص نقمتهم و قدرة أعجب على قراءة مشاكلهم و استجلاء مايعكر صفوهم
و الأب إن لم يكن معلما فهو لاريب معنف، ولقد أخرج البيهقي عن أبي هريرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف )
فبالتعليم عن طريق الحوار تربح ابنك وبالتعنيف عن طريق اللوم والزجر و الصراخ تخسره ويخسرك
وطموح كل أب حقيقي أن ينتقل في قلوب أبنائه من مجرد احترامهم له إلى الارتفاع إلى رتبة محبتهم له، ولا يوجد أي طريق لهذا إلا الحوار
فيجب على الأب الحقيقي أن يسامر أبناءه سائلا عن تحصيلهم العلمي باحثا عن حلول لمشاكلهم مشاركا لأفراحهم حارسا لصحتهم الجسدية والنفسية
حاور ابنك تربحه
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة