خبراء التنمية البشرية في دائرة "النصب"

تنمية بشرية
طبوغرافي

الدخلاء متهمون بـ"بيع الوهم" للشباب.. ويحملون شهادات مضروبة 

يمنحون أنفسهم ألقاباً دولية.. والمتدربون يُميزون بين العالم والمُهرّج

في الآونة الأخيرة زادت مراكز وأكاديميات التنمية البشرية التى تبيع "الوهم " للناس، تحت مُسمى التنمية البشرية، محاضر دولى عالمى، منهج معتمد،شهادات من جامعات دولية معروفه، وفى النهاية تكتشف الحقيقة المرة أنهم يبيعون " الوهم "، هذا رأى عدد كبير من المتابعين والمهتمين بالتنمية البشرية ، تحركت جريدة الفتح اليوم لمعرفة الحقيقة من المحاضر الدولى الدكتور محمد السيد الخبير فى التنمية البشرية..

- دكتور محمد.. انتشرت فى الآوانة الأخيرة " تُجَّار" أو" نصَّابين" التنمية البشرية وملؤ الأسواق، يبيعون " الوهم " للمحبطيين والمنكسرين واليائسين من خلال محاضرات و دورات فى التنمية البشرية..تحت عناوين براقة ومحتوى هش..تعليق حضرتك؟

هذا حقيقى وبالفعل زادت هذه المراكز والأكاديميات التى تتاجر بأحلام الناس وآمالهم، وحدث معى موقف يؤكد هذا، أحد معارفى حصل على كورس في الطاقة من مركز من مراكز التنمية البشرية، على يد محاضر وخبير دولي، واستطاع المحاضر الدولي أقناع بعض المتدربين إنه دخل نادى الصيد دون أن يراه أحد، فسألت صديقي متعجبا، كيف حدث ذلك؟ قال لى أن المحاضر الدولي أكد لهم أنه وضع على نفسه " كرة وهالة من الطاقة "جعلته يختفى ولا يره أمن النادى، فضحكت و قولت لصديقى هذا غير صحيح، فستشهد على ذلك بأحد زملاءه الذين حضروا معه هذا الكورس وأكد كلام صديقي، هذا للأسف وهم، وكذب، وللأسف هذا المحاضر وجد من يصدقه ويقتنع به وبعض الناس لا تريد أن تواجهه الحقائق وترضخ وتبحث عن الوهم وبائعيه،فعلى المراكز والأكاديميات والمدربين أن يتقوا الله فى الناس وأننا جميعاً سنحاسب على كل كلمة نقولها أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون.

- هل فعلا يؤثر بعض مدربى التنمية البشرية فى الناس؟
هناك احصائيات دولية وفقا لشركة " ماكينزى " الأمريكية تؤكد أن 88% من مدربى العالم العربى غير فعالين بالمرة و و6% فعالين جزئيا و 6% جودتهم عالية ولغة الأرقام لا تكذب، و76 % من المتدربين لا ينتفعون بالتدريب مطلقاً، وليس الدافع الحقيقى هو الإستفادة، فهناك دوافع داخلية للمتدرب، كمن يحضر كورس لشعوره بالوحده أو يريد أن يتزوج وغيرها و 22-24% من المتدربين، ينتفعون جزئيا، و2% يتغيرون كلياً.

- ما أسباب هذه النتائج المفزعه يا دكتور محمد؟
أولا ثقافة التدريب مغلوطة، والإعتماد على الإستمتاع أكثر من الإستفادة، وقلما تجد من يحضر تدريب من أجل التدريب وليس For funny وبعض المدربين لا يهتم بالمحتوى والمضون ، حدثت معى واقعة غريبة، كنت ابحث عن حقيقة العلاج بالطاقة و قرأت كثيرا وأخدت قرارا بالسفر إلى الصين بإعتبار الصينين مهتمين جدا بهذا الموضوع، فهناك تجد العلاج بالطبيعة و العلاج بالأعشاب، سافرت الصين القديمة و أخذت معى مترجم و توجهت إلى المعابد للبحث عن حقيقة العلاج بالطاقة.

- ماذا وجدت حضرتك؟
وجدت أن المعالجين يركزون على الجانب النفسى للمتأزم نفسيا ويتمتون كلمات من معتقداتهم، ويجعل نفسك المتأزمة تستريح، كمن يعانى من اكتئاب ويحبس نفسه بين أربع جدران و يجلس من طبيب أو متخصص أو صديق يفضفض معه ثم ينصحه بتغير المكان والخروج للحدائق ويصلى ويقرب من الله، فتستريح نفسه، يركز الصينيون على معالجة النفس وعدتُ القاهرة ووضعت ورقة بحثية حول العلاج بالطاقة وتتخلص ثلاثة محاورها فى:

المحور الأول: علمى وخاص بالطاقة من الناحية العلمية.

المحور الثانى: ايحائى، خاص بالإيحاء النفسى.

المحور الثالث: دجل و شعوزه، وللأسف هذا هو المنتشر إلا ما شاء الله.

- نصائح ووصايا من حضرتك لمن أراد أن يصبح مدرباً متميزاً؟
انصح كل من أراد أن يدخل مجال التدريب ويتألق بما يلى:

1. صحح نيتك واجعل ما تقوم به لله سبحانه وتعالى.

2. ابحث عن مكان محترم وثقة لتتدرب فيه.

3. تخصص فى مجال واحد، كمدرب فى العلاقات الأسرية والزوجية أو مدرب فى تنمية المهارات، مدرب فى تنمية مهارات الأطفال.

4. القراءة بشكل دائم، تقرأ 100 مرجع على الأقل فى التخصص الذى ترغب فيه.

5. التمرس والتدريب على الأقل سنين و تعلم ودون ملاحظاتك وتعلم من خبرات الآخرين.

6. المصدقية، كن صادقاً مع الله، مع الناس فيما تقدم،فأنت تحمل رسالة.

- ما تعليق حضرتك على الألقاب بين رجال التنمية البشرية.. مدرب الشباب..مدرب الحياة.. شيخ المدربين العرب.. ويعنى إيه مدرب دولى عالمى؟

كل واحد يريد أن يميز نفسه بين جمهوره و لكن سريعاً سيكشف المتدربون من المدرب الصادق،صاحب العلم،الذى سيقدم لهم علما و يحترم عقولهم من المدرب صاحب " الشو " والمهرج.

تعريف المدرب بشكل عام هو الذى يمتلك أدوات التدريب ويحمل ترخيص بالتدريب ومعتمد من جهة رسمية مثل جامعة كذا أو مركز كذا التابع لوزارة معينة، هذا هو المدرب العتمد، أم المدرب الدولى، هو الذى حاضر فى ثلاث دول على الأقل، هذا ما يعد محاضر دولى، والعالمى الذى حاضر فى ست دول، هذا ما أعرفه وأسأل الله لنا الهداية والتوفيق.