أجرى الحوار: أحمد سعيد
نظرا لأن المحمول له فوائد عديدة فبه قد تعلو همم وقد تضيع بسببه أمم، ومن المؤسف أن كثيرًا من الشباب يستخدم المحمول استخداما خاطئا ومن هذا المنطلق بدأنا بوضع هذه الرسالة لنبين لهم كيف يكون الاستخدام الصحيح وذلك من الناحية الشرعية حتى يعود ذلك علينا بالنفع ونأخد الثواب من الله.
حيث أنه أحد التطورات الحية التى لا غنى عنه في حياتنا اليومية حيث عن طريقه يسهل التواصل مع الآخرين من أقارب وأصدقاء فهو من أشد وأهم وسائل الاتصال إن لم يكن أهمها بلا منازع.
وقد تم اكتشافه في التسعينات من القرن الماضي ولأهميته قامت الكثير من شركات المحمول بالتحديث من أنواعه كي تناسب المستخدم وأصبح أحدث أنواع المحمول في أيدي الشباب.
ولذا كان هذا اللقاء مع الشيخ محمد عاشور من وزارة الأوقاف إمام مسجد السيدة خديجة بالمنيب، حيث التقت جريدة الفتح اليوم معه وأجرت معه هذا الحوار..
كثيرا ما يحدث من وقائع التنصت وانتهاك سرية الناس عبر التجسس على الهواتف.. ما رأى فضيلتكم في هذا الأمر؟
التجسس أمر منهي عنه وهو حرام شرعا، أما إذا كانت هناك ضرورة للتجسس من أجل كشف بعض الحقائق وملاحقة بعض المجرمين وذلك من الناحية الأمنية، فلا بأس بذلك، ومن أمثلة الضرورة التي يباح فيها التجسس إذا قررت النيابة التجسس علي عصابة تريد إيقاع الفساد فوقتها يجوز التجسس ولكن المتجسس يكون معين من قبل المختصين وليس من عوام الناس، وعليه أن يكون مراعيا للأسرار الخاصة إن علمها.
وكثير من مواقع الهكر تستخدم وسائل للتجسس عبر الإنترنت لمراقبة الهواتف الذكية ومتابعة ما يدور فيها من خصوصيات.
إن التجسس قد حرمه الله تعالى في القرآن الكريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } فالتجسس من الأمور التى تزرع الفتنة في المجتمعات، وتتسب في كثير من المشاكل الأسرية.
نود من فضيلتك أن تحدثنا عن حكم التكلم مع المرأة الأجنبية عبر المحمول
التحدث مع الأجنبية عبر الهاتف.. إذا كان التحدث لغرض ضروي وبطريقة لائقة ليس فيها خضوع بالقول من جانب الأنثى، وليس فيه تعدى لحدود الله تعالى كالتكلم في الأمور المنافية للأخلاق والاتفاق على إيقاع ضرر بأحد من الناس, فذلك جائز ولكن كما أسلفنا للضرورة البحتة كسؤال الزميل لزميلته وبالطريقة اللائقة، أو تحدث رجل مع امرأة ليخبرها عن أمر هام بخصوص زوجها أو أبناءها أو غير ذلك. وذلك لأن العلماء أجمعوا على أن صوت المرأة ليس بعورة.
ويكون محرما إذا كانت لغير الضرورة وذلك لقوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} وهنا تأتي الخلوة الغير مشروعه لأنها عندما تتحدث معه تكون قد أغلقت الباب وهو كذلك، وهنا يتدخل الشيطان فيمهد لهما الطريق للوقوع في معصية الله تعالى، وقد يتم الاتفاق على المقابلة في مكان ما، وفعل المعاصى.
قال النبى - صلي الله عليه وسلم - "لا يخلو رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما".
أما بالنسبة للخاطب مع خطيبته فالعلاقة بينهما ما هي إلا مجرد وعد بالزواج وليست زواجا فهو ليس زوجا لها كي يتكلم معها ليل نهار في الهاتف بدون ضابط أو حدود لذلك، فالخاطب لا يكلم خطيبته في الهاتف إلا للضرورة فقط، ولا ينبغى أن يطيل في التحدث معها، فكثير ما نسمع في عصرنا هذا أن الخاطب قد يكلم خطيبته في اليوم ساعات طويلة، مما يترتب عليه من الفتنة والوقوع في المعاصى ما لا يعلمه إلا الله، فضلا عن تضييع الأوقات، وعدم إتقان الأعمال بسب عدم التركيز والانتباه، لأن الهاتف يشتت الانتباه.
نرجو أن تحدثنا عن أثر المحمول على الشباب والفتيات، وما يترتب على ذلك من مضارّ.
لقد ازدادت سلبيات المحمول عن إيجابياته، فكما أن للمحمول إيجابيات كثيرة، فإن سلبياته أكثر أضعاف المرات وذلك إن لم يستخدم الاستخدام الصحيح، ومن هذه السلبيات:
ــ تضييع الأوقات، وإفساد الأعمال بسبب عدم الانتباه للعمل إلى جانب التحدث في الهاتف، وهذا لا يجوز شرعا. والنبى - صلي الله عليه وسلم – قال: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة الفراغ"
ــ الصد عن ذكر الله تعالى، وتأخير الصلوات عن مواعيدها بسبب المكالمات الطويلة، ويصل الحد إلى الجمع بين الصلاتين أو تركها بالكلية.
ــ استعمال الهواتف الذكية في الأمور الغير شرعية، كالدخول عبر الإنترنت على المواقع الإباحية وغيرها.
ــ استعمال المحمول في بعض الأحيان للتحريض على الفتن، واستعماله في السرقات، والأمور العدوانية.
ــ زيادة المصاريف وإثقال كاهل المستهلك خصوصا في الدول التي تحتكر فيها خدمات المحمول وتكون الأسعار عالية جدا مثل المملكة العربية السعودية ومصر.
ــ التشويش على المصلين في المساجد وعلى طلاب العلم في حلقات العلم وتحفيظ القرآن، وذلك بسبب أصوات رنات المحمول العالية.
كيف أجعل المحمول طريقي إلي الجنة؟
المحمول وسيلة وليس غاية، فلا يحتاج الإنسان كل يوم إلي تحديثه، فإذا كان يؤدي أغراضه التى يحتاج إليها الشخص في حياته اليومية فيكون من التبذير التحديث، وذلك بشراء الهواتف الغالية الثمن.
فيسطيع الإنسان أن يجعل من المحمول وسيلة تقوده إلي الجنة وذلك له كثير من الصور كالآتى:
ــ الاتصال بالأصدقاء والزملاء أو إرسال رسائل إليهم لتذكيرهم بأوقات الصلاة.
ــ الاستماع إلى القرآن الكريم من الهاتف المحمول أثناء ركوب السيارة، أو وقت الفراغ.
ــ تحميل البرامج الإيمانية للتذكير بالله وأوقات الصلاة، وأذكار الصباح والمساء وغيرها من أذكار، وبرنامج الأذان الذى يذكر الناس بالصلاة في مواعيدها.
ــ صلة الأرحام، وذلك بالاتصال عليهم من وقت لآخر للاطمئنان عليهم، ومعرفة أخبارهم، وذلك في حالة عدم استطاعة الزيارة.
وختاما يجب علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة، وأن نستعملها في مرضاته، وأن لا نتخذ الوسائل التى منّ الله علينا بها في الأمور المحرمة، فإننا محاسبون أمام الله تعالى عن كل شيء، وسنسأل عن أموالنا وعن أوقاتنا فيما ضيعناها.
الشيخ محمد عاشور: التجسس على هواتف الناس حرام شرعًا
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة