تنمية المهارات لدى الأطفال.. وهم أم حقيقة؟!

تنمية بشرية
طبوغرافي

من أفضل النعم على الإنسان نعمة الأولاد ،فهم زينة الحياة الدنيا وزهرتها، ومن أهم وأخطر مراحل التربية من سنة وحتى 6 سنوات وانتشرت في الآونة الأخيرة دورات تنمية مهارات الأطفال وبرامج اكتشاف ورعاية الموهوبين وصناعة القادة وتحركت جريدة الفتح اليوم في دورب التنمية البشرية وسألنا الخبراء والمختصين للبحث عن الحقيقة ،هل التنمية البشرية تساعد بالفعل في تنمية مهارات الأطفال أم مجرد دورات ومحاضرات بعد أن دخل مجال التدريب غير المتخصصين ؟ وإن كانت بالفعل تساعد في تنمية مهاراتهم.. فكيف ننمى مهارات أولادنا ؟

الدكتورة ولاء نبيل - استشاري نفسى وتربوى:
تؤكد أن التنمية البشرية بالنسبة للأطفال سلاح ذو حدين ، أحيانا تكون مفيدة فى تنمية مهاراتهم بالفعل ولكن قد تضر الطفل أو تقلل من قدراته وتؤثر على مهاراته إذا كان الشخص الذى يدرب الطفل غير متمرس ومتخصص ودخيل على مجال الأطفال ولا يفهم سيكولوجية الطفل ولا يدرك أبعاد نموه وتطوره وممكن يستعجل ويقدم له مهارة غير متسقة مع قدراته أو يتعامل معه بطريقة تؤثر عليه طول حياته ، وهناك اعتبارات يجب مراعاتها فى تنمية مهارات الأطفال ،أهمها أن تكون المهارة متناسبة مع عمر الطفل وتقد له فى خطوات محددة وواضحة وغالبا تكون عن طريق اللعب والأنشطة الترفيهية وكل ما يتقدم عمر الطفل نزيد من عدد المهارات المقدمة له، هذا رأيى الشخصي.

الدكتور أحمد أبو سمك خبير تعليمي وتربوي:
يوضح أن التنمية البشرية الصحيحة المستندة إلى أسس مدروسة تساهم فى تربية الأولاد داخل الأسرة ولن تكون مؤثرة إلا إذا كان الوالدان قدوة حسنة لأولادهم.

محمد نصر فراج: ماجستير القانون الإداري باحث في شئون التنمية البشرية:
يرى أن للتنمية البشرية أهمية قصوى فى جميع مراحل عمر الإنسان لكن أهميتها تزداد فى مرحلة الطفولة فالثمرة المرجوة من إتباع مبادئ التنمية البشرية و مقومات النجاح تزداد كلما بدأ الإنسان إتباع هذه المبادئ وتلك المقومات في سن مبكرة ويفضل أن نبدأ في غرسها منذ سن الطفولة ففى ذلك أثر إيجابي كبير في الوصول بهم للنجاح مبكراً ومن هنا كان اهتمام الإسلام بتربية الأولاد وتنمية قدراتهم ومهاراتهم منذ نعومة أظافرهم ولكن لا يكفى مجرد تنظيم دورات للتنمية البشرية للأطفال بل يجب علينا جميعاً أن نطبق مبادئ التنمية البشرية تطبيقاً عملياً فى حياتنا حتى ترسخ فى وجدان أطفالنا فنحولهم لأفراد ناجحين بالفطرة.

والبيئة المحيطة بالإنسان لها دور أساسي في مسار حياته ’ فقد تمثل عنصر إيجابي يدفع به نحو النجاح وقد تمثل عنصر سلبي يبعده عن النجاح . فلابد أن يقوم كل فرد في المجتمع بواجبه كجزء من البيئة المحيطة وذلك بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونشر الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة بين المتعاملين معه وأن يكون قدوة للأخرين وأن يساعد الأخرين على النجاح وبذلك تكون البيئة صالحة لإنتاج الناجحين. فإذا قامت كل هذه العوامل ( الأسرة المؤسسات التعليمية المعلم المسجد الدعاة الإعلام البيئة المحيطة ) بدورها على أكمل وجه فإن النجاح سيكون أيسر بالنسبة للأفراد وسيكون التقدم أقرب بالنسبة للدول وستكون النهضة متحققة بالنسبة للأمة.

و لابد أن يكون هناك دور للدولة بصفة عامة في تنمية مواطنيها وأن تكون التنمية البشرية من أهم أولويات جميع مؤسساتها وأن يراعى ذلك في جميع خططها فترعى جميع مواطنيها صحياً وتعليمياً وثقافياً ورياضياً وأخلاقياً ومن شتى المناحي التنمية الأخرى. لكن لن تجدى دورات ومحاضرات التنمية البشرية فى أطفالنا إذا لم يكن هناك تكاتف منا جميعاً لترسيخ هذه المبادئ ترسيخاً عملياً فى وجدانهم فماذا تتوقع من طفل صغير يرى والديه يكذبان أمامه هل يجدى فيه بعد ذلك أن ننصحه بتحرى الصدق فى أقواله وأفعاله وجميع تعاملاته أو يرى كل من حوله لا يقدرون قيمة الوقت فهل يجدي فيه أن ننصحه بحسن إستغلال الوقت أو يرى معلمه يسوامه بين الدروس الخصوصية وبين النجاح هل يجدى فيه أن ننصحه بالتمسك بالمبادئ والقيم أو ينشأ في ظل إعلام يبث له ليل نهار مشاهد تدعو للعنف وإثارة الغرائز الجنسية فهل يجدى فيه بعد ذلك النصح بالتمسك بمكارم الأخلاق أو ماذا تتوقع من شاب يحصل على أعلى التقديرات فى دراسته ثم يرى من هو أقل منه يحصل على الفرص الأفضل هل يمكن بعد ذلك أن نزرع فيه روح الإنتماء . تنمية قدرات ومهارات أطفالنا مسئولينا جميعاً فهم فى رعايتنا فكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .

المحاضر الدكتور رضا طعيمة:
يجزم أن التنمية البشرية لها دور عالمي ملموس في تنمية مهارات الأطفال بل وقد تفوقت على كثر من نظم التعليم في المدارس فالمدرس يدرس منهج والمدرب يدرب على المهارات التي فى المنهج ،فالطفل يحب الترفيه والتوجيه ويحب التسلية والتوعية ،ولذلك اقدم دورات تنمية مهارات الأطفال من خلال الحكايات والقصص الجميل ،عرفتم سمسم حصل له إيه ؟ أول دورة في الوطن العربي ترفيه وتوجيه وتسليه وتوعيه ، فيها الأطفال سيضحكون على الطفل العنيد وسيضحكون على الطفل الذى يبكى كثير وسيضحكون على الطفل الذى لا يسمع الكلام وسيضحكون على الطفل الذى لا يذاكر وسيصفقون للذي يسمع كلام والديه للوالدين هل تعلمين لماذا يرفض الطفل اللبس أو الطعام أو سماع الكلام ستتعرفون على ذلك من خلال الأرنب أبو ودن طويلة ، وبهذه الطرق نستطيع تنمية مهارات أولادنا ونبنى جيل قوى متماسك

الأستاذة مروة الشناوى، استشارى أسرى ومحاضر في التنمية البشرية:
ترى أن التنمية البشرية لها دور فعال في تنمية مهارات الأطفال حيث تساعد على إدراك واستيعاب شخصية الطفل والتعرف على نمط شخصيته وتحليلها وبذلك تستطيع التعرف بدقة على تصرفات الأطفال وأسبابها بجانب أنها تمدنا بمعلومات كافية لبناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته واكتشاف مواهبه على حسب نمطه وسمات شخصيته وهذا يسهل التعامل مع الطفل وتنمية مهاراته.

الدكتور عادل زيدان المحاضر الدولي والخبير في التنمية البشرية:
التنمية البشرية بمفهومها الصحيح - بعيدا عن المتاجرين بها دون وعي أو فهم – إنما تهتم بالإنسان منذ ولادته وحتى مماته بما في ذلك مراحل الطفولة ونستطيع أن نقول بأن التنمية البشرية بتدريباتها هي أولى الأولويات في تنشئة الأطفال وتعميق القيم بداخلهم وإكسابهم السلوكيات الصحيحة بقناعات صحيحة وفق مفاهيم صحيحة تتسق مع دينهم وثقافة مجتمعهم وأخلاق نبيهم وقد كان لنا السبق بفضل الله نحن مجموعة الزيدان للتدريب والتنمية البشرية تقديم نموذج عملي واقعي لتغيير سلوك الأطفال نحو الأفضل وغرس القيم الصحيحة من خلال برنامج عملي لمدة خمسين ساعة تدريبية مكثفة خلال أسبوع واحد حيث سميناه أسبوع نحو حياة أفضل استطعنا من خلاله وتحت إشرافي المباشر وبمساعدة نخبة متميزة من مدربي مدرسة الزيدان أن نتعمق داخل الأطفال المشتركين ونستخرج أفضل مهاراتهم وننميها ونثقلهم بالخبرات المتنوعة وندربهم على المهارات القيادية بل ونغرس فيهم مجموعة من القيم الملحة لهذه السن كالصدق والشجاعة والإتقان وقد حصلنا على نتائج مبهرة مما دفعنا تحت الإلحاح المستمر من الأهالي أن نقدم البرنامج لأكثر من مرة وقد جنينا ثمرة أسعدت قلوبنا بهذا الجيل الصاعد الرائع.

كيف ننمي مهارات أبنائنا ؟؟
أولا على مستوى الدولة نحتاج إلى دعم الدولة في تخصيص مناهج يضعها مدربون متخصصون لكشف مهارات الطلاب وحسن توظيفها من سن الروضة وحتى الجامعة بما يدعم الدولة في إيجاد مواطن صالح مصلح يستطيع النهوض بنفسه ودولته.

ثانيا على مستوى الأفراد ينبغي على كل فرد له علاقة بالمجتمع والاتصال به كالمعلم والطبيب والممرض والموظف .... إلخ أن يحرص على تنمية مهاراته وأخذ الدورات المناسبة لثقل شخصيته ليتمكن من النجاح وتحقيق أهدافه.

ثالثا على مستوى الوالدين والأسرة ينبغي للوالدين التدرب وان ضاق بهم الوقت فليس أقل من كثرة القراءة حول كيفية تربية الأولاد واكتشاف مواهبهم وحسن توظيفها وأختصر هنا مجموعة من النقاط السريعة للوالدين في حسن توجيه أولادهم
• مساعدة الطفل على تحديد هدف وتحقيقه وذلك بكثرة تكرار السؤال عن الهدف في كل تصرفات وطلبات الطفل فمثلا إذا أراد الطفل أن يشتري لعبة يسأله الوالدان ما هدفك من هذه اللعبة وتقبل إجابته أيا كانت مع قليل من التعديل ..... وهكذا حتى نصل إلى أن يصبح الطفل قادرا على تحديد هدف لكل نشاط
• بث الثقة بالنفس من خلال التشجيع الدائم والاستفادة من الأخطاء.

• العمل من خلال روح الفريق ببث روح التعاون مع أخوته وزملاء المدرسة والنادي بحيث نبعد روح التنافسية البغيضة المؤدية للحقد والكراهية ونشجع روح التعاون والعمل الجماعي المؤدي إلى النجاح والتميز.

• مراقبة ما يشاهده الأطفال مما يعرض من برامج الكرتون بحيث نشاركهم في تصحيح الأخطاء وتأصيل القيم الإيجابية.

• الاشتراك للطفل في مراكز التدريب المتخصصة في تنمية المهارات وعمل التغذية الراجعة مع المدربين بحيث تستطيع الأسرة اكتشاف مواهب طفلها وحسن توجيهه والاستفادة من طاقاته.